إرهاب الحركة الصهيونية وجرائمها
بقلم محمد بدران
لقد تأسس معتقد الصهيونية منذ مؤتمرها الاول الذي عقد في مدينة بال بسويسرا عام 1897 على إنتهاج سياسة العنف واإلرهاب والاجرام بحق الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه، وقد أكد على ذلك نائب مؤسس الحركة الصهيونية “تيودور هرتزل” عندما زار فلسطين بقوله: إن فلسطين لا تتسع لشعبين وعلينا طرد الشعب الفلسطيني العرب بحد السيف وجاء في حديث بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني عند نشأته: في بلادنا هنا فقط مكان لليهود وسوف نخرج العرب منها بالقوة: “وأكد على هذه المقولة بعده موشي ديان وزير الحرب الصهيوني بقوله: “إذا أردنا ان نجاري العرب ورغباتهم فلن يكون بإمكاننا إقامة دولة يهودية، ويجب إخلاء أرض فلسطين من العرب وإحلال اليهود محلهم بالسرعة الممكنة” وقد اتبع هذا النهج فيما بعد الحكام الصهاينة بأساليب وذرائع متنوعة وفرض سلسة من القوانين والاجراءات الجائرة، واقتراف المجازر والارهاب وتهجير السكان العرب من أراضيهم، ولقد جاء في مذكرات هرتزل: “إذا حصلنا في يوم على القدس وكنت ما أزال حّيا فسوف أزيل كل شيء فيها ليس مقّدسا لليهود، وسأحرق الاثار التي مر عليها قرون” وقد دأب أحفاد هرتزل في الاراضي المحتلة الفلسطينية على تنفيذ أفكاره وتعاليمه حيث عمد أحدهم عام 1967 إلى حرق كنيسة القيامة في القدس وسرقة تاج العذراء، وفي عام 1969 أقدم صهيوني آخر على حرق المسجد الاقصى
بإشعال النار الذي طال محراب صالح الدين الايوبي الذي أحضره من حلب عندما حرر القدس من الفرنجة، كما أقدم الصهيوني إلى إقتراف مجزرة في الحرم االبراهيمي بالخليل ، وقد تحدث رئيس الشاباك الصهيوني في مذكراته عن هدف اليهود لتدمير المسجد الاقصى فقال :”إن اليهود يعتبرون وجود الاقصى يشكل انتهاكا لحرمة مكان مقام عليه غير الهيكل ” لذا بناءا على ذلك نرى اليوم الكيان الصهيوني يبذل جهود لتدمير وتهويد الاقصى من خلال استباحة حرمته من قطعان المستوطنين يوميا وإقامة الصلاة التلمودية في باحته
إن الحركة الصهيونية تؤمن بكتاب التوراة المحرف الذي ينص على أن الرب حث إسرائيل على أن تكون علاقاتهم مع سكان أرض كنعان علاقة عداء ويحثهم في حالة احتلال أرض الميعاد على تهديم بيوتهم وحرقها وذبح ساكنيها وتكسير عظامهم لان بني إسرائيل شعب مقدس، وقد أمر الرب بني إسرائيل بقتل كل من يجدونه أمامهم في المدن التي يحتلونها حتى الاطفال والنساء، وقد قتل العبرانيون كل رجل وإمرأة وطفل وشيخ عند احتلالهم أريحا ولم يوفروا الحيوانات وهدموا البيوت وحرقوها وأتلفوا المزروعات ومازالت هذه العقلية الاجرامية تسود الحركة الصهيونية إلى يومنا هذا في فلسطين من قتل للبشر وحرق للبيوت والمزروعات، إذ أن هذه العقلية الاجرامية مازالت تسود الحركة الصهيونية في فلسطين وتجذر في عقول الاجيال المتعاقبة منهم وتعمق وتغذي عقول ونفوس الاطفال وجنود الاحتلال بمخزون من الحقد والارهاب والاجرام ضد الشعب الفلسطيني بل العربي والاسلامي، واطلاق العنان للاسلحة المحرمة دوليا وكل صنوف الاسلحة التي وضعتها امريكا بتصرف هذ الكيان الصهيوني لقتل المزيد من الشعب الفلسطيني واغتصاب الارض وتهويد المقدسات
إن التمادي والتطاول على الاديان السماوية وقتل البشر واقتراف المجازر ليست من شرعية نبينا موسى عليه السلام، إنما هي من تعاليم الكتاب العقائدي الذي خطه أحبارهم واعتبروا قداسته فوق قداسة التوراة، والذي يحتوي على الالحاد والحقد والحسد والقوة ضد من هو غير يهودي واحتقارا للشعوب والديانات الاخرى. لقد مارست الحركة الصهيونية اقتراف الجرائم والارهاب في فلسطين قبل قيام كيانها أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، إذ أقدمت عصابات الهاغاناة الصهيونية على نسف فندق سميراميس في القدس مما أدى إلى قتل نزلائه كما قامت منظمة االرغون بإغتيال المئات من المواطنين الفلسطينيين في يافا وحيفا، والمدن الفلسطينية وعندما تفجر الوضع في فلسطين عام 1948 والمواجهات مع العصابات الصهيونية ارتكبت هذه العصابات مجازر واغتيالات في المدن الفلسطينية منها مجزرة الطنطورة ، والصفصاف، وفراضية، ودير ياسين وقبية، ونحالين وكفر قاسم وبعد عام 1948 اقترفت مجازر قانا في الجنوب اللبناني، وبحر البقر في مصر وحمام الشط في تونس، والمسجد الاقصى والحرم الابراهيمي بالخليل، ومخيم جنين، وغزة ورفح وخان يونس وجبالية وقلقيلية ونابلس وحوارة ومخيمات عقبة جبر ودهيشة وبالطة وطرمسعيان وطولكرم، كما اغتالت الحركة الصهيونية عددا من القيادات وكوادر الثورة الفلسطينية وممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في أوروبا والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية منهم: الرئيس الراحل ياسر عرفات، خليل الوزير ، علي حسن سلامة، ماجد أبو شرار ، أبو يوسف النجار، كمال عدوان، كمال ناصر، أحمد ياسين، فتحي الشقاقي أبو علي مصطفى، غسان كنفاني، زهير محسن، عبد الوهاب الكيالي، خالد نزال، سامي أبو غوش، طارق عز الدين، جهاد غنام، أحمد أبو دقة ، إياد الحسني، يحي عياش، إبراهيم المقادمي، عبد العزيز الرنتيسي، صالح شحادة، سعيد حمامة، محمود الهمشري، رائد الكرمي، باسل الكبيسين، مروان كيالي، محمد صالح نعيم خضر، عاطف بسيسو، عزالدين قلق، وائل زعيتر، منذر غزالي، كما اغتالت عباس الموسوي الامين العام لحزب الله في لبنان وسمير القنطار ومحمد الزواري، والصحافية شيرين بو عاقلة وجون كنيدي الرئيس الامريكي والناشطة األمريكية راشيل كوري والوزير البريطاني لمنطقة الشرق الاوسط والتر موين والكونت برنادوت مندوب الامم المتحدة في فلسطين عام 1940 والناشط البريطاني توم هرتزل والصحفي خميس ميلر وعددا أخر من الصحفيين والناشطين العرب والاجانب والفلسطينيين إن الحركة الصهيونية تمارس ارهابها تحت حجج واهية فتحرق البيوت وتقتل البشر وتغتصب الارض وتقيم المستوطنات في الضفة الغربية وكل هذا يجري بدعم وضوء أخضر من أمريكا التي تحمي هذا الكيان وجرائمه في المحافل الدولية والتي تعتبر من لا يكون معها وفي سياق سياستها عدوا لها ولحليفها الكيان الصهيوني. إن هذه الجرائم يحاسب عليها القانون الدولي ومحكمة الجنايات الدولية ولكن هذا الكيان المحمي من أمريكيا يعتبر نفسه فوق القانون الدولي وليس معني بأية قرارات تصدر بإدانته ويقدم الحجج والذرائع بأنه يدافع عنه نفسه ضد اإلرهاب وهو الذي جبل بالارهاب والجريمة، فعلى لجان حقوق الانسان والمنظمات الدولية أن تحسم أمرها وتعد ملفاتها حول هذه الجرائم وتقدمها إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة هؤلاء المجرمين، إذ أن هذا الارهاب والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني لا مثيل لها في العهود االستعمارية والفاشية والنازية من قبل، والغريب في
الامر أن الكيان الصهيوني يروج في إعلامه وتزويره للحقائق أنه يدافع عن نفسه من الارهاب وهو الذي يمارس الارهاب بكل أصنافه ويقترف المجازر إذ أن من حق الشعب الفلسطيني في مفهوم كفاح الشعوب أن يكافح من أجل تحرير أرضه ونيل حريته واستقلاله كما كافح الشعب الامريكي و شعوب أخرى في المعمورة لنيل استقلالها وتحرير أراضيها من االحتلال، وإن الشعب الذي يكافح من أجل حريته واستقلاله وتقرير مصيره لا يوصف بالقانون الدولي بأنه شعب ارهابي. إن الكيان الصهيوني لا يريد سلاما عادل وشامل في المنطقة بل يريد مزيدا من إراقة الدماء والاستحواذ على الاراضي وقد تعود على التمويه والمراوغة فلا يلتزم بإتفاقيات وقوانين ومواثيق دولية. إن الحركة الصهيونية منذ عهد االنتداب البريطاني ومن قبل ذلك وهي تخطط لتنفيذ مشروعها الاستيطاني وطرد الشعب الفلسطيني من كافة أراضيه وعدم التسليم بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. إن الشعب الفلسطيني إزاء ذلك متمسك بأرضه وثوابته الوطنية ويقدم الدماء والتضحيات يوميا من أجل تحرير وطنه ومستمر بالمواجهات ولن تضعفه كل الضربات وجرائم العدو التي وجهت إليه سواء في الضفة الغربية أو في غزة التي هاجمها العدو الصهيوني مرارا وهدم المنازل والمؤسسات والمدارس ودور العبادة وأدى قصفه الهمجي إلى قتل الاطفال والشيوخ والتي مازلت غزة محاصرة بالحديد والنار وتفتح عيونها على بحر امتزجت مياهه بمياه جداول من دماء أبنائها وهي تمسح دموع الثكالى في كل يوم وتعيش المعاناة تحت سمع وبصر العالم الذي لم يجرأ على اتخاذ المواقف الحاسمة لمناصرة حقوق هذا الشعب ورفع
الحصار عن مواطنيه. إن ما يجري في فلسطين من إرهاب و مجاز وظلم وقتل واعتقال وحرق للبيوت لم يعد السكوت عليه مقبول فلابد من استعمال القوة الحاسمة لدى الامتين العربية والاسلامية لوقف هذا العدوان ويا لخجل التاريخ من حكام باعوا شعوبهم وأوطانهم بأبخس االثمان وتحالفوا مع عدو صهيوني على حساب كرامة شعوبهم ودماء وتضحيات الشهب الفلسطيني ويا لفجيعة أنظمة كتبت نهاية تاريخها بدفن أمجادها وحضارتها تحت سنابك خيول وجحافل حركة صهيونية وطوت نضالات شعوبها في زوايا النسيان وعدم المبالاة لما يجري لاخوانهم في فلسطين ويبدو أن صيحات الامهات الثكالى من شعب فلسطين لم تعد تهز مشاعرهم وان أجساد الاطفال التي مزقتها صواريخ االحتلال وحولتها إلى أشلاء ودمائهم التي رسمت خريطة الوطن لم تعد تحرك نخوتهم، ان الشعب الفلسطيني يدرك أن تحرير وطنه وعودة اللاجئين إلى ديارهم مرتبطة بدماء الشهداء والتضحيات والمقاومة التي ترسخت في عقول الاطفال قبل الكبار وأصبحت بارقة أمل ونهوض للمناضلين في هذه الامة لدعم نضالهم لنيل حريتهم وبناء دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.