مقالات و دراسات

عابد الزريعي يكتب لـ”الهدف”: الانعكاسات السياسية والأيديولوجية لاتفاق أوسلو ووهم المواجهة من الداخل

مدخل:

تأتي الذكرى الخامسة والعشرون لتوقيع اتفاق اعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل (اتفاق أوسلو)، في الوقت الذي تقف فيه المنطقة في حالة انتظار وتوقع وتساؤل عن فحوى مشروع صفقة القرن، الذي تستعد الإدارة الامريكية لطرحه. مستهدفة بالأساس تصفية القضية الفلسطينية كمدخل لإعادة ترتيب المنطقة، بما يتفق والاهداف الكبرى للمشروع الصهيوني. ان تقديم أي مشروع سياسي لحل القضية الفلسطينية بعد 25 عاما من توقيع اتفاق أوسلو يعني ان الاتفاق الذي كان من المفترض ان يحلها لم يستطع ان يحل شيئا. وان المدى الزمني الذي استغرقه منذ توقيعه وحتى اللحظة كان لابد ان يترك اثاره ونتائجه السلبية او الايجابية على الطرفين الموقعين، وبنسبة تكشف عن أي منهما كان المستفيد او الخاسر من ذلك التوقيع. وعلى الرغم من التضحيات البطولية التي قدمها وما زال يقدمها الشعب الفلسطيني والتي تتبدى في هذه اللحظة التاريخية في أروع صورها عبر مسيرة العودة البطولية، الا ان الحقيقة تستدعي القول انه يقف منقسما ومرتبكا ومحاصرا أمام تحديات قادم الأيام، وقد ترضرض جسده جراء نتائج اتفاق أوسلو، والتي استمرت في ضغطها السلبي على طاقته النضالية لخمسة وعشرين عاما متواصلة. خاصة وان اتفاق أوسلو قد مثل الخطوة السياسية الأخطر في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. الامر الذي يتكشف من خلال رصد ملامح الأذى الذي الحقه بالنضال الوطني الفلسطيني في مسار تطوره، من اجل تحقيق وإنجاز الأهداف الوطنية وفي المقدمة منها حق العودة الى ارض فلسطين التاريخية، التي باتت صفتها هذه موضع شك وتشكيك بحكم الاتفاق ذاته. وبسبب الأذى الذي الحقة ببنية الحركة الوطنية الفلسطينية من الناحية التنظيمية، الامر الذي أدى الى صرف الجزء الأكبر من جهدها الى محاولة معالجة اوجاعها الناجمة عن الاتفاق أكثر من الالتفات والتحديق في وجه العدو. وبسبب العلاقات التي تُنسج مع العدو والمفاهيم التي اخذت تتغلغل في الاذهان حول معنى الصراع ودلالاته. الامر الذي جعل التقدم باتجاه المواجهة الحاسمة من اجل اسقاط الاتفاق وتداعياته ضرورة لابد منها. وفي هذا المقال سنقف امام ثلاثة عناوين عنوانين تتقاطع مع ما قدمنا به. وهي حسب الترتيب: أولا: شرك التفاوض ووهم السياسة وقلق الوجود. ويجيب على سؤال لماذا كان الوقوع في شرك التفاوض. ثانيا: المترتبات السياسية والأيديولوجية للاتفاق. ويتناول مترتبات الاتفاق التي تكرست على مدى الخمسة والعشرين عاما. ثالثا: مواجهة الاتفاق وتحديد موقع المواجهة. ويدور حول الموقع والموقف الذي يمكن من خلاله مواجهة الاتفاق واسقاطه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق