حول التراث الشعبي الفلسطيني
رائد الخطيب
#متحصل على الدبلوم المتوسط و اتابع الدراسة في الدبلوم العام لاكاديمية آرض فلسطين#
إن التراث الشعبي في فلسطين, لا ينفصل بحال عن التراث الشعبي في باقي الأقطار العربية الشقيقة, وذلك لما بين هذه الأقطار من تآخِ وتواصل جغرافي وثقافي وتاريخي, ووشائح تنبثق من ماض مشترك وحاضر متشابه ومستقبل واحد, وحضارة صنعها الأجداد على مدى أحقاب متطاولة من الزمان, مما يعمق جذور الوحدة في هذه الأمة الواحدة, ولكن ذلك لا يمنع من إغناء التنوع الحضاري الذي يبقى في إطار الوحدة.
وإذا كان الحديث عن الشعب الفلسطيني خاصةً, والشعوب العربية عامةً, فإن التراث الشعبي يكون له أهمية مضاعفة, وتكون دراسته ملحة أكثر وأكثر, وذلك لما يضطلع به هذا التراث مكن دور في توجيه الشعب, ودعم صموده, وتعزيز وحدته, في مواجهة الاستعمار المباشر وغير المباشر.
التراث الشعبي بصفة عامة، يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر، غناء، موسيقي، معتقدات شعبية، وقصص، وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال وغيرها.
_ الأمثال الشعبية:
تعتبر الأمثال عبارة عن خلاصة تجارب الأمم ومستودع خبرتها ومثار ذكرياتها، ورجع عادتها ووقائعها وترجمان أحوالها فهي تعكس واقعها الفكري والاجتماعي بصفاء ووضوح, وهناك العديد من الأمثلة على سبيل الذكر “لا زينة ولا بنت رجال” “لا أصل شريف ولا وجه ظريف”…الخ.
_ الأغاني الشعبية:
أما الشكل الثاني من التراث الشعبي هي الأغاني الشعبية فتعتبر متنفسا عاطفيا في كثير من الحالات النفسية التي بمر بها الشعب أو الفرد مثل التعبير عن الفرحة أو الحث على القتال وغيرها، ومن أهم سمات الأغنية الشعبية أنها مجهولة القائل، فلا يمكن نسبها إلى شخص بعينه ولا حتى لشعب، ومن الأغاني المشهورة على طول الوطن العربي ” علروزانا, ياظريف الطول, العتابا، الميجنا”.
_ الأزياء الشعبية:
يمثل الزي الشعبي عنوانا من عناوين الأمة ودليل واضح على عاداتها وتقاليدها وثقافتها وحضارتها وحالتها الاقتصادية, وغير ذلك مما يمكن أن يرشد الدارسين الاجتماعيين, فالزي الشعبي يعد جزءاً من التراث وعنواناً له, لارتباطه على نحو وثيق بالعادات والتقاليد والتمسك بالهوية.
_ العادات والتقاليد:
تعتبر قانوناً ملزماً لأفراد المجتمع كافة، ومن يخرج عنها فانه يعرض نفسه لعقوبات اجتماعية صارمة, فمثلاً مناسبات الزواج والأعراس, ملاحظ تشابه كبير في الخطوط العامة العريضة في هذه المناسبة, مثلا طلب العروس من أهلها الخطبة الرسمية وبعدها الكسوة وحفلة الحناء ثم الزفاف…الخ.
_المعتقدات الشعبية:
تلعب دورا مهما في توجيه سلوك الأفراد، حتى يبلغ الإيمان بصحة هذه المعتقدات، وبالإمكان مخالفة العلم وحتى الدين في سبيل تطبيق ما تدعوا إليه هذه المعتقدات ومن ضمن المعتقدات الشعبية الشائعة في فلسطين والوطن العربي منها:
- معتقدات متعلقة بالعقم والإنجاب.
- معتقدات خاصة بالموت.
- معتقدات خاصة بالأعداد منها العدد ” 7 , 40″.
والجدير بالذكر أن هناك العديد من صور التشابه والاختلاف بين الشعوب العربية في كل منها رغم الخصوصية التي تتسم بها الشعوب، ونلاحظ أيضا أن عناصر التراث الشعبي وأقسامه المختلفة لا زال الكثير منها ينبض بالحياة والشعوب مازالت تستعملها في حياتها اليومية رغم مرور السنين وظهور الحداثة والتطورات إلا أنها باقية إلى حد هذه اللحظة.