الزريعي: صفقة القرن تهدف لإعادة ترتيب جغرافيا المنطقة
الأحد 07 يوليو 2019 | 06:46 م
تونس _ بوابة الهدف
أطلق الاتحادي الجهوي للشغل في تونس مبادرة باسم الشهيد فيصل الحشائشي لتشكيل الهيئة الشعبية العربية لمجابهة وإسقاط “صفقة القرن”.
ويهدف الاتحاد من هذه المبادرة “توحيد وتنسيق الجهود وترشيد وإدارة الصراع على المستويين القومي وال قطر ي في معركة مواجهة الصفقة على طريق إسقاطها”، وذلك يوم 6 يوليو 2019 خلال الذكرى السابعة والعشرين لاستشهاد المناضل فيصل الحشائشي، الذي استشهد في شمال فلسطين 1993.
وبهذه المناسبة أقيمت ندوة فكرية بعنوان “مستويات وتداعيات صفقة القرن وآليات التصدي لها”.
وتحدث في الندوة د. عابد الزريعي مدير مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء، حيث أكَّد على أن “صفقة القرن تمثل رؤية استراتيجية لإعادة ترتيب جغرافيا المنطقة بعد قرن من اتفاقيات سايكس بيكو الذي أوجد الدولة القطرية العربية، ووعد بلفور الذي أوجد الدولة اليهودية”.
وأضاف أن الصفقة “تهدف إلى إغلاق ملف القضية الفلسطينية نهائيًا والتأسيس لهيمنة الدولة اليهودية على الدولة القطرية العربية. وتعود محفزات هذه الرؤية إلى التحديات التي تواجه المشروعين الأمريكي والإسرائيلي، ومحاولة تحويل هذه التحديات إلى فرصة بالاستفادة من عوامل دفع ذاتية ممثلة في الكنيسة الانجيلية في أمريكيا واليمين الصهيوني في إسرائيل، وتوفر الظرف الموضوعي المناسب ممثلاً في الواقع العربي والفلسطيني”.
وشدّد على أن “هناك ثلاثة مستويات لصفقة القرن، أولها اداري ومن خلاله تم تحديد الفريق المشرف والتصورات الضابطة وتقنيات الخطاب المستعمل، وآليات إنهاك الجانب الفلسطيني، وحصار واختراق الجانب العربي وتطبيق جزء من الصفقة (السفارة ــ التطبيع ـ الجولان) قبل الاعلان عنها. والثاني اقتصادي يتوافق وأطروحات اليمين الإسرائيلي حول «السلام الاقتصادي”. ويشتغل على تأسيس البنية التحتية الاقتصادية للصفقة من خلال إقامة الدفيئات الاقتصادية في الضفة وإنشاء صناديق الاستثمار الاقتصادية الأمريكية وتشكيل الغرف التجارية المشتركة. وعقد المؤتمرات وفي هذا السياق تأتي ورشة البحرين “.
وتابع “والثالث سياسي وهو يمضي في مسارين أولهما فلسطيني ويقوم على تقويض أية امكانية لتشكل شخصية قانونية دولية فلسطينية متجسدة في الدولة بوصفها الشخصية الأهم في القانون الدولي عن طريق تقويض الأركان الأساسية وهي الشعب والإقليم والسلطة ذات السيادة. وبذلك تهدف صفقة القرن إلى تقويض فكرة الشعب الفلسطيني بإسقاط حق العودة القانوني والتوطين والتعويض الشكلي للاجئين. وتجزئة ما تبقى من فلسطينيي 1967 في جغرافيات مختلقة. وتفتيت الاقليم الفلسطيني عن طريق التلاعب بسماحة وحدود ووحدته بقصره الاقليم على حدود 67. الذي يتعرض للتآكل عن طريق المستوطنات وتقليص مساحة سيطرة السلطة الى حولي 40%، والفصل بين الضفة وغزة، وطرح فكرة توسيع قطاع غزة باتجاه شمال سيناء أو البحر أو كليهما. واعتبار القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل”.
وأوضج أن “العمل على تقويض فكرة الإقليم سيقود بالضرورة إلى انهيار أسس الكيانية المستقلة، وفي هذا المستوى يدور الحديث عن الكانتونات والكونفدرالية والحكم الذاتي مع الخضوع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على الضفة. بينما يتحدد المسار العربي للصفقة في تصفية القضية الفلسطينية. وتطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية وتفكيك النظام الاقليمي العربي. وتكوين منظومة جديدة تضم اسرائيل اليها لتشكيل الحلف المعادي للجوار الاقليمي وتحديدا إيران”.
كما أكَّد على إن “مواجهة صفقة القرن يجب أن تمضي في خطين فلسطيني على أساس آليات الخروج من مسار التسوية وإنهاء الانقسام ودعم غزة. وتفعيل الشتات و48. وعربي بتجذير مقاومة التطبيع وحماية الانتصار السوري دعم محور المقاومة والأولويات”