يوم الأرض المقدمات التاريخية والخبرة النضالية
د. عابد عبيد الزريعي
مدير مركز دراسات ارض فلسطين
مدخل:
هذه الورقة ستهتم بشكل أساس ليس بالأربعين عاما التي اعقبت يوم الارض، وليس على أحداث اللحظة السياسية الراهنة بكل ما فيها من زخم وتحديات، وإنما على الثمانية والعشرين عاما التي سبقت يوم الأرض في الثلاثين من مارس 1976. لاسيما وان جملة التراكمات التي حدثت داخل فلسطين المحتلة عام 1948، قد شكلت العامل الحاسم الذي قاد لانتفاضة يوم الأرض، وفي تلك السنوات التي قاربت الثلاثة عقود من الزمن يكمن السبب والنتيجة والعبر والدروس التي تدعو الى التوقف والتبصر والاستخلاص.
أولا : المقدمات التاريخية :
تمتد الفترة التاريخية التي سبقت يوم الأرض ” 15 مايو 1948 إلى 30 مارس 1976 ” على مدى 28 عاما. وتنقسم إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة الهزيمة وتبعثر الحقيقة الفلسطينية: 1948 ـــــــ 1976
تتلخص النتيجة المباشرة لهزيمة 15 مايو 1948 في بعثرة وتشتيت الحقيقة الوطنية الفلسطينية بكافة أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والديمغرافية بشكل كامل. حيث دمر تسو نامي الهزيمة كل شيء وغير الأسماء والوجوه والأماكن واللغة. ففلسطين أصبح اسمها إسرائيل. والمدن والقرى التي نقش الفلسطيني أسمائها العربية بدمه على مر السنين صارت تحمل اسماء عبرية وتنتمي قسرا إلى لغة أخرى. والفلسطيني الذي خرج إلى البلدان المجاورة بفعل الخديعة أو الغفلة أصبح اسمه لاجئا. تنبأ له الصهاينة بالزوال من الوجود بعد زمن لن يطول. وبالنتيجة زوال قضيته وآثار الجريمة التي ارتكبت ضده. مثلما تصور ديفيد بن غوريون عندما قال: ” الكبار سيموتون والصغار سينسون “. أما من بقوا على ارض الوطن فأصبح اسمهم ” الأقلية العربية ” بشكل عام. والمسلمون والمسيحيون والدروز بشكل أكثر تحديدا في القاموس الإسرائيلي.
وعلى المستوى الجغرافي فقد تحولت سيطرة الحركة الصهيونية على الأرض الفلسطينية من 67، 5 حتى 15 مايو 1948 لتصل إلى 39، 77 أي ما يعادل 662، 500، 20 دونم من الأرض التي اقيمت عليها 486 قرية وبلدة ومدينة فلسطينية. وعلى ذات الأرض أقامت الحركة الصهيونية ” دولة إسرائيل “. وعلى المستوى الديمغرافي فلم يبق على الأرض التي أقامت عليها الحركة الصهيونية دولتها إلا حوالي 150000 فلسطيني ينتشرون على مساحة 2، 1 مليون دونم من الأرض يقع اغلبها في شمال فلسطين بمنطقة الجليل ـ ويعيشون في ” دولة إسرائيل ” داخل طوق من العزلة والحصار.
أولا: اليات المصادرة والاستلاب والسيطرة
وقبل ان تفيق الجماهير الفلسطينية من هول الصدمة وتستوعب ما حدث من حولها، واصلت الحركة الصهيونية التي تلبست شكل الدولة هجومها مستغلة حالة الانكسار والذهول التي خلفتها الهزيمة؛ لتحقق هدفين متلازمين أولهما فصل الإنسان عن الأرض ومن ثم مصادرة الاثنين معا بالاستيلاء والاستلاب متسلحة بأيديولوجيا عنصرية استيطانية من جهة وبوسائل القوة والإكراه من جهة أخرى.
1 ـ مصادرة الأرض الفلسطينية المتبقية:
سارعت الحكومة الاسرائيلية إلى فتح أرشيف الاستعمار البريطاني في فلسطين. واستخرجت منه كل القوانين الاستعمارية التي تجيز انتزاع الأرض من أصحابها. وذيلتها بتوقيع الحاكم العسكري الإسرائيلي لتمنحها عمرا جديدا وتصبح سارية المفعول وواجبة التنفيذ بوسائل القوة والإكراه.
وتتمثل هذه القوانين في:
أ ـ قانون فرض الأحكام العسكرية على الأراضي المحتلة: وقد صدرت هذه الأحكام بعد أربعة أيام من إعلان قيام الكيان الصهيوني. حيث تم إحياء القوانين والأنظمة المسماة ” قوانين الدفاع في حالة الطوارئ ” التي أصدرها الاحتلال البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية. وهي حزمة من القوانين تتكون من سبعة عشر قانونا.
ب ـ قوانين الطوارئ لمناطق الأمن 1949 التي أعطت لوزير الحرب صلاحية الإعلان عن مناطق معينة داخل قطاع معين كمناطق امن يمنع فيها الدخول للإفراد بدون تصريح خطي من القائد العسكري. وشملت هذه المناطق قطاعا عرضه 10 كلم في الشمال و25 كم في الجنوب وعلى امتداد الحدود كلها. كما شملت المناطق المغلقة أراض في النقب والمثلث والجليل وحتى عام 1954 وقد بلغ عدد المناطق المغلقة حوالي 50 منطقة.
ج ـ قانون أملاك الغائبين الصادر في آذار 1950: وقد اعترف الكاتب الإسرائيلي ” دون بيرتس ” في كتابه ” إسرائيل وعرب فلسطين ” ان 350 مستوطنة من بين 370 مستوطنة يهودية أقيمت بين عام 1948 ـــــــ 1953 على أراضي الغائبين العرب. وباسم هذا القانون تم مصادرة أراضي الأوقاف الإسلامية.
د ـ قانون الأراضي 1960: ويتعامل مع الأراضي المتروكة على اساس كونها أراضي حكومية ولذلك يسهل وضع اليد عليها وبسهولة.
2 ـ استلاب الهوية الوطنية والقومية:
ومن جهة أخرى فقد عملت بشكل حثيث على استلاب الإنسان الفلسطيني ومحو شخصيته الوطنية والقومية؛ من اجل تنشئة جيل جديد يدين بالولاء للحركة الصهيونية. بالاعتماد على:
1 ـ وسائل الدعاية والإعلام: التي كانت بمثابة الأداة التي اعتمدت عليها المؤسسة الاسرائيلية السياسية والأمنية في التضليل والقمع الفكري والنفسي للجماهير الفلسطينية. لذلك كانت تستقي معلوماتها من خلالها وتقوم بدور المبرر لاستخدام القوة العسكرية والعنف الشرطي ضد الفلسطينيين. وعندما اتخذ القرار بالإضراب يوم 30 آذار 1976. قامت بدور المحرض ضد المتظاهرين متهمة اياهم بالهمجية وإثارة الفوضى. ولم تتورع عن الطلب من الشرطة وقوى الأمن مواجهة المظاهرات بالعنف.
2 ـ مؤسسات التعليم المدرسي والجامعي: حيث تم اعتماد سياسة الحصار والتضييق التعليمي التي ارغمت بموجبها المدارس الابتدائية العربية على إعطاء برامج دراسية اقل من مستوى المدارس اليهودية ـ وحتى عام 1965 كان الطلاب العرب في المدارس الثانوية 3 حوالي % من عدد الطلاب اليهود، بينما نسبة العرب الذين هم في أعمار الدراسة الثانوية بالنسبة للطلاب اليهود كان حوالي 12 %. ولم يزد عدد الطلاب العرب في المعاهد العليا عن 100 طالب عربي فقط. ولم تتعد نسبة النجاح ين الطلبة العرب في المدارس الثانوية 10 %. ومن يخترق كل هذه الحواجز ويصل إلى الجامعة كان يتعرض إلى سلسلة من الشروط تمنعه من الالتحاق بكليات معينة.
3 ـ الأحزاب والمنظمات والمؤسسات النقابية الصهيونية
حيث فسحت المجال للأحزاب الصهيونية خاصة ” الماباي والمابام «للسيطرة على الشارع الفلسطيني بواسطة إغراء بعض الزعامات التقليدية وكبار الملاك وأصحاب المصالح. وقد انصب اهتمام تلك الاحزاب على كسب الاصوات الانتخابية العربية وبشكل منعزل تماما عن التفكير في قضاياها الأساسية التي تتناقض في جوهرها مع السمة الصهيونية لتلك الاحزاب.
ـ لقد تضافرت هذه الأدوات على العمل من اجل:
أ ـ تشويه السمات الثقافية القومية والوطنية وتضخيم السلبيات في التاريخ العربي والشخصية العربية. وفي ذات الوقت رفع قيمة ما يسمى بالحضارة اليهودية وتقديم اليهودي بوصفه الارقى والأنقى والريادي وغير ذلك من السمات العنصرية.
ب ـ تحطيم التماسك الاجتماعي والجماعي للشعب الفلسطيني بحيث يسهل التعامل كأفراد منعزلين بما يسهل السيطرة عليهم.
ج ـ ارهاب الشعور والوعي الوطني وقتل روح المقاومة والاحتجاج ومحاصرة من تبقى من القيادات الوطنية، وإبراز الشخصيات التقليدية المرتبطة والخائفة واليائسة.
ثانيا: آليات الصمود والمقاومة:
وفي مواجهة السياسة الصهيونية الزاحفة والمتسلحة بكل ادوات الفعل والقوة وجدت الجماهير الفلسطينية نفسها تخوض معركة ضارية من اجل تحقيق مجموعة من الاهداف المرتبطة بتحديد ادوات المواجهة والتغلب على العقبات المنتصبة امامها وصبغة الاساليب النضالية المنسجمة مع الواقع الموضوعي الذي وجدت نفسها في رحابه.
1 ــــــ الأهداف:
تمثلت الاهداف التي ناضلت الجماهير الفلسطينية من اجل تحقيقها خلال تلك المرحلة فيما يلي:
أ ـ الدفاع عن الأرض والتصدي لسياسة طرد السكان من قراهم ونقلهم إلى أماكن أخرى.
ب ـ إلغاء الحكم العسكري وأنظمة الطوارئ ووقف سياسة الاعتقال ومنع التنقل.
ج ـ مواجهة سياسة التدمير القومي والثقافي وعزل الجماهير الفلسطينية عن تاريخها الوطني والقومي وتشويه هويتها.
2 ـــــ الأدوات:
ومن اجل خوض النضال لتحقيق تلك الاهداف كان لابد من توفير ادوات المواجهة الأساسية والضرورية. والتي تتلخص في عنصرين أساسيين لا يمكن الفصل بينهما وهما الوعي والتنظيم. ومن اجل امتلاك هذا السلاح كان لابد من التغلب على عقبتين:
العقبة الأولى: غياب القيادة الثقافية والسياسية
لقد أدى انهيار المدن الفلسطينية إلى مغادرة جيل كامل من المثقفين إلى المنفى، ولم يبق إلا مجتمع قروي يخضع في غالبيته الساحقة لحصار سياسي واجتماعي وثقافي، وبدون قيادة فكرية وسياسية. وفي ظل انتصاب جدار من العزلة عن العالم العربي مما عزز الحصار الثقافي ـ كما فرض الحكم العسكري نوعا معينا من الكتب التي تروج في الأوساط العربية، مع توظيف وسائل الإعلام والدعاية المضللة.
ورغم كل هذا التضييق لم يعدم الذكاء الشعبي وسيلة لتنمية الوعي وإذكاء روح المقاومة. وهنا نسجل للتاريخ الدور الذي لعبه الأدب الشعبي والمبدعون الشعبيون. فقد كان القوالون والحدائون يزرعون مواويلهم في طول الجليل وعرضه ويحولون الأعراس إلى مناسبات توعية وتحريض. الأمر الذي جعل سلطات الاحتلال تقدم عدد كبير منهم القوالين إلى المحاكم العسكرية وفرض الإقامة الجبرية عليهم بل واغتيالهم.
العقبة الثانية : غياب الادوات التنظيمية
عملت السلطات الإسرائيلية على إحباط كل محاولة لإقامة حزب مستقل يعبر عن الشخصية الوطنية المستقلة الفلسطينية. وللتغلب على هذه العقبة كانت الأداة التنظيمية تتمثل في الاقتراب تتمثل في الانتماء الى الحزب الشيوعي الإسرائيلي ” ماكي ” ثم القائمة الشيوعية الجديدة ” را كاح ” بعد انشقاقها عن الحزب الشيوعي. وقد تميز را كاح بدور تنظيمي وتعبوي في وسط الجماهير الفلسطينية ويعد من أبرز روافد الحركة الوطنية الفلسطينية في أراضي 1948.
كخطوة أولى ثم العمل على بناء التنظيمات الفلسطينية. وخلال تلك المرحلة تم بناء مجموعة من الاطر التنظيمية التي لعبت دورا تاريخيا في تنظيم الجماهير وقيادة نضالها خلال تلك المرحلة ومنها:
1 ـ الجبهة الشعبية: 1958 كانت أولى المحاولات لإنشاء تنظيم سياسي عربي معاد للصهيونية. وقد عملت على أ ـ بلورة شخصية عربية موحدة ومنظمة تتعارض وسعي السلطات طمس الشخصية الوطنية ب ـ اتسمت أهدافها بالطابع السياسي وبتناقضها مع الاحتلال. لذلك اعتبرتها السلطات الإسرائيلية ” تعمل على التطرف الطائفي والعنصري لكونها لا تقبل سوى العرب في صفوفها ” ـ وقد توقفت الجبهة الشعبية وتفككت بسبب الخلاف داخل حركة التحرر العربية إثر الخلاف بين عبد الناصر وعبد الكريم قاسم وانشقت الى جناحين، أحدهما شيوعي تعاون مع الحزب الشيوعي، والثاني قومي وقد شكل اللبنات الأولى لما عرف فيما بعد بحركة الأرض.
2 ـ حركة الأرض: وقد انشاها الشباب القوميون إثر انفصالهم عن الجبهة الشعبية، وحاولت الحركة في البداية الحصول على ترخيص رسمي، ولما عجزت عن ذلك أصدروا نشرة لمرة واحدة تصدر كل مرة باسم مختلف وذلك للتحايل على القانون الخاص بالنشرات، وتعتبر حركة الأرض تطورا هاما في نمو الحركة الوطنية الفلسطينية في منطقة 1948.
3 ـ اللجنة الدرزية للمبادرة المستقلة: قامت بهدف معارضة قانون التجنيد الإلزامي لأبناء الشعب الفلسطيني من الطائفة الدرزية.
3 ــــ الأساليب
خلال تلك المرحلة خضعت الاساليب النضالية التي اتبعنها الجماهير الفلسطينية الى حقائق الظرف الموضوعي القائم وما تميز به من حقيقتين هما:
أ ـ انهيار المؤسسات الفلسطينية وتمزق البنية الاقتصادية والاجتماعية
ب ـ الميل الساحق لميزان القوى لصالح الكيان الصهيوني
وقد فرض هذا الواقع على الجماهير الفلسطينية اللجوء الى المقاومة المدنية السلمية التي عبرت عن نفسها في أكثر من شكل ومنها:
1 ـ التمرد على القانون من خلال رفض تنفيذ قرارات الإبعاد والمصادرة والنقل.
2 ـ التشويش على سياسة المحتل وإرباكه من خلال مواصلة تقديم المذكرات والاحتجاجات وجمع العرائض، وعقد المؤتمرات الجماهيرية مثل مؤتمر إلغاء قانون الجنسية، ومؤتمر العمال والفلاحين، ومؤتمر الأراضي..
3 ـ التعبئة والتحريض الذاتي من خلال إقامة المهرجانات الثقافية والأدبية التي جعلت من قضية الأرض محورها الأساس وقد أصبح هذا الشكل من المهرجانات أحد التقاليد الوطنية النضالية للشعب الفلسطيني.
المرحلة الثانية: بروز الشخصية الوطنية الفلسطينية 1967 ـ 1976
على الرغم من النتائج الكارثية لهزيمة حزيران 1967، فقد ظهرت خلال هذه المرحلة مجموعة من العوامل التي أثرت ايجابيا على الحركة الوطنية داخل المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948. وتتلخص هذه العوامل فيما يلي:
1 ـ تبلور المقاومة الفلسطينية واهتمام الثورة الفلسطينية بأوضاع منطقة 48.
2 ـ تيسير عملية الاتصال بين ابناء الضفة والقطاع وجماهير 1948 الامر الذي قاد الى كسر أطواق العزلة الاجتماعية والثقافية والسياسية عنهم.
3 ـ اندلاع حرب أكتوبر وما شكلته من دافع معنوي مهم بالنسبة للجماهير الفلسطينية والعربية بشكل عام ولجماهير 1948 بشكل خاص.
وقد انعكست هذه المتغيرات على الاهداف والتنظيم والأساليب النضالية.
أولا: مستوى الأهداف:
ـ حيث أصبح هناك نوعا متقدما من الربط بين الأهداف المطلبية الحياتية الاقتصادية والاجتماعية، وبين التطلعات الوطنية والقومية.
ثانيا: مستوى التنظيم:
خلال هذه المرحلة نمت الظاهرة التنظيمية في الأوساط الجماهيرية الفلسطينية بشكل كبير ومتسارع، وظهرت قوى وتنظيمات جديدة تستجيب لمتطلبات المرحلة … فإلى جانب المنظمات والاتحادات والهيئات الوطنية في مختلف مجالات الحياة. ظهرت التنظيمات الاتية:
1 ـ الحركة الوطنية التقدمية ـ أبناء البلد وتشكلت بداية من عام 1969 من مجموعة من الشباب المنتمين لحركة الأرض وأنصار ما تسبن وأعضاء في الجبهة الحمراء اليهودية العربية ” وبدأت بالأعمال الخيرية البسيطة وفي نهاية عام 1975 تحولت من قائمة انتخابية إلى حركة وشاركت في يوم الأرض بفعالية. وطرحت مواقف وشعارات سياسية واضحة: الصهيونية حركة عنصرية استيطانية ـ النضال الفلسطيني جزء من حركة التحرر العربية والعالمية ـ الحفاظ على الهوية الفلسطينية ـ حق تقرير المصير بقيادة م ـــ ت ـــ ف ـ عودة اللاجئين الفلسطينيين. وتعرضت للانشقاق عام 1977 بسبب الخلاف حول المشاركة في انتخابات الكنيست وانشق عنها ما عرف ب ” حركة أبناء البلد ـ جبهة الأنصار ” التي تعتبر النضال البرلماني وسيلة من وسائل النضال.
2 ـ الحركة الطلابية الوطنية: وتضم جناحين هما حركة الطلاب العرب والحركة الوطنية التقدمية
3 ـ اللجنة الوطنية للدفاع عن الأرض 1975 وتضم قاعدة واسعة من الشخصيات والتجمعات والتنظيمات الوطنية وهي التي تولت الإعلان للإضراب الجماهيري في 30 آذار 1976.
4 ـ اللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية العربية
5 ـ لجنة المبادرة العربية الدرزية 1972
الأساليب النضالية:
على الرغم من ان المقاومة المدنية بقيت هي الأسلوب الكفاحي الأساسي للجماهير الفلسطينية داخل 1948، فقد ظهرت بوادر ممارسة الكفاح المسلح من خلال تنظيم الخلايا والانخراط في صفوف المقاومة الفلسطينية. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة دافار في عددها 2 / 2 / 1979 بان هناك ” حوالي 300 فلسطيني من الجزء المحتل عام 1948 قد جرى اعتقالهم بتهمة القيام بأعمال فدائية «. وفي ظل هذه الأجواء كانت الجماهير تحث الخطى نحو الاشتباك مع العدو وتتهيأ للانتفاض الأمر الذي يمكن تلمسه من خلال تسارع حركة انعقاد المؤتمرات الشعبية التي تدفع بهذا الاتجاه ومنها:
1 ـ المؤتمر الشعبي للدفاع عن الأرض 18 / 10 / 75
2 ـ مؤتمر قرية كسرى الفلسطينية 62 / 11 / 75
3 ـ المؤتمر الشعبي في سخنين 17 / 2 / 76
4 ـ بيان المجالس البلدية لقرى الفلسطينية 30 / 2 / 1976
5 ـ مؤتمر سينما ديانا ـ الناصرة 6 / 3 / 76 الذي شكل ” اللجنة الوطنية للدفاع عن الأراضي واتخذ قراره بإعلان: 30 مارس إضرابا عاما ومسيرات نحو الكنيست وإرسال وفد للأمم المتحدة. وأمام ذلك المؤتمر قال الشاعر الفلسطيني المرحوم توفيق زياد ” ان الحكومة تريد خنقنا ولابد ان نعد أنفسنا لنضال عنيف. يريدون طردنا من أراضينا ولكننا سنبقى فيها وعليهم هم الرحيل.
ثانيا: الخبرة النضالية ليوم الأرض
تشكل الخبرة النضالية ليوم الارض جملة الدروس والنتائج التي افرزتها نلك التجربة التاريخية التي مازالت مفاعليها مستمرة حتى اليوم. ويمكن تحديدها فيما يلي:
1 ــــــــ الدور الهام للعامل الثقافي في التعبئة الجماهيرية والتحريض ونشر الوعي. وقد تجسد هذا الأمر من خلال الدور الذي قام به الشعراء الشعبيون والمثقفون الثوريون من خلال ابداعاتهم ونصوصهم من ناحية. والاعتماد على المهرجانات الثقافية كشكل من اشكال النضال الجماهيري من ناحية ثانية.
2 ـ اهمية الانسجام والتفاعل بين الحركة الجماهيرية المتقدمة من ناحية، وتوفر قيادة طليعية قادرة على اتخاذ القرار النضالي الحازم والمناسب الذي يرتفع بمستوى نضالية الجماهير وصلابتها.
3 ـ ان الوعي والتنظيم شرطان لازمان بما يترتب عليهما في الحالة الفلسطيني من تجاوز مرحلة الارتباك والتبعثر وتشتت الطاقات والقوى في خضم معركة طويلة وقاسية.
4 ـ أكدت ان جماهير 48 غدت مرتبطة بشكل مصيري ونهائي بنضال الشعب الفلسطيني تأثيرا وتأثرا. وبذلك يأخذ النضال الوطني الفلسطيني طابعه الشامل في كافة مناطق تواجد الشعب الفلسطيني. مع ضرورة إدراك العوامل المحركة والوسائل والاشكال النضالية وهي مسألة يفرضها الواقع الموضوعي.
5 ـ الارتباط المتبادل بين النضال الوطني والقومي إيجابا وسلبا فمن الملاحظ انعكاس الخلاف بين فصائل حركة التحرر العربية بشكل سلبي على وحدة القوى النضالية وتحديدا الجبهة الشعبية في مناطق 1948 التي تأثرت بشكل ايجابي بحرب اكتوبر. كما تحول يوم الارض من مناسبة فلسطينية الى ان يصبح مناسبة تحتفي بها كل فصائل حركة التحرر العربية وتجدد من خلال الاحتفاء بها طاقاتها النضالية.
6 ـ أسقاط كل المحاولات الإسرائيلية لاستلاب الإنسان الفلسطيني. وقد عبرت صحيفة دافار 5 / 4 / 76 عن ذلك بالقول: ” ان أحداث يوم الأرض حطمت أمالا كثيرة وأعادت بمقدار معين عجلة التطور ثلاثين عاما إلى الوراء ” هآرتس 7 / 4 / 76 ” دفن جهود سنين طويلة بذلت لتهدئة الاحتكاكات اليهودية العربية داخل إسرائيل “.
7 ـــــ لعب يوم الارض دورا حاسما في تشكيل ذاكرة جماعية تقوم بدور الموحد والمنسق الوجداني والمعنوي للجماهير الفلسطينية. مسقطا بذلك كل محاولات الكيان الصهيوني لتفتيت الجماهير وتقسيم صفوفها وتحويلها الى ذرات فردية منعزلة عن بعضها.
تلخص الكلمة التي القاها الشاعر الفلسطيني المرحوم توفيق زياد في الذكرى الأولى ليوم الأرض أي يوم 30 اذار 1977 الدلالات والمعاني العميقة لهذه المحطة النضالية حين قال: «بين الثلاثين من ايار الماضي والثلاثين من آذار اليوم، كبر شعبنا كثيرا، ربما أكثر مما كبر خلال 28 عاما الماضية، صوتنا الآن يخترق كل زاوية في البلاد وخارجها، في الشرق والغرب، اليوم يعترف الجميع العدو قبل الصديق إننا لم نعد أقلية 1948، لم نعد أقلية الخمسينات والستينات المستضعفة، بل أصبحنا اليوم شعب ما بعد الثلاثين من آذار “.
مراجع الدراسة
استخدمت عديد المصادر والمراجع اهمها:
1 ــــ يحي يوسف ـــــــ فلسطين الارض” الغزوة الصهيونية والمقاومة ” منشورات الهدف ـــــــ دمشق 1988
2 ـــــ جبريل محمد واخرين ـــ فلسطين نضال تحرري مستمر 1948 ـــ 1988 مؤسسة عيبال ــ قبرص 1991
3 ــــــ ألكسندر شولش ــــ ت: محمد هشام ـــــــ الفلسطينيون عبر الخط الاخضر ــــــ دار الفكر للدراسات ـــ القاهرة 1986
4 ـــــ صبري جريس ــــــ العرب في اسرائيل ـــــ مركز الابحاث م ـ ت ـ ف ــــ بيروت 1967
5 ــــ نبيه بشير ــــ يوم الأرض من منظور الإعلام الإسرائيلي ــــــ المركز العربي للحريات الاعلامية ـــــ 2 ـــ 8 ــــ2013
http://www.ilam-center.org/article.aspx?id=300