تجسيد الوعي النضالي التضامني عبر مواقع التواصل الإجتماعي – القضية الفلسطينية أنموذجا-
أ. شادلي عبدالحق جامعة الدكتور الطاهر مولاي سعيدة – الجزائر
مقــــــدمة:
لقد شهد العالم اليوم تطورات تكنولوجية هائلة ،غيّرت معالم المجتمعات و فطرة أفرادها على حد سواء، و بالمقابل أدّت إلى بروز ظواهر جديدة لم يكن لها وجود من قبل، جاءت نتاج ما وفرته هذه التطورات من وسائل و تجهيزات أعطت للإنسان فسحة لتخطي الحدود بمختلف أنواعها ، و بناء علاقات كثيرة مع الآخرين لم يكن له أن يقيمها في واقعه المعيش.
ومن بين أشكال هذا التطور التكنولوجي الهائل التي أثرت بشكل جلي على الأشخاص بمختلف شرائحهم نجد مواقع التواصل الإجتماعي ، التي فتحت لهم المجال للولوج إلى العالم الإفتراضي الفسيح و ما خلّفه من ظواهر و انعكاسات دفعت العديد من الباحثين إلى الوقوف عليها و محاولة استجلائها والوقوف على الدوافع التي كانت وراء حدوثها، خاصة و أن علاقة الأشخاص بهذه المواقع أخذت منحا خطير يتمثل في التنامي المتسارع لهذه العلاقة و التزايد المستمر الظاهر جليا في ازدياد أعداد المنخرطين فيها، و ازدياد الخدمات التواصلية و الاجتماعية الافتراضية التي وفرتها لهم هذه المواقع.
إن المتمعن في الدور الراهن لمواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن يلاحظ أنها استهوت كثير من الناس ، فهي في الأساس عبارة عن مواقع للإعلام و الاتصال ، ففي الإطار الإعلامي يمكن الاستفادة منها في نشر المواد الإعلامية بمختلف أشكالها سواء المكتوبة أو المرئية أو المسموعة ، و بالتالي تحقق عاملي التفاعلية و التشاركية فيما بين الجماهير بصفة عامة .
و بالمقابل أتاحت هذه المواقع للمشتركين فيها خاصية التتبع للمستجدات و الأحداث بمختلف أشكالها ، بصفة جد آنية جسدت بذلك مفهوم السبق السريع و الخبر العاجل ، أسرع من وسائل الإعلام الأخرى في حد ذاتها ، مما جعلها الأقرب استخداما حاليا للمتلقي من غيرها من الوسائط الاتصالية الأخرى.
و المدهش في كل ذلك أن هذه المواقع استطاعت التأثير المباشر على الجمهور و ذلك بخلق مفهوما واسعا للتواصل و التشارك الإجتماعي من خلال التطبيقات التي وفرتها لتفاعل الأشخاص فيما بينهم و تفاعلهم مع المنشورات و إبداء الرأي فيها سواء بالسلب أو الإيجاب ، و بهذا تعدى دور هذه المواقع دور المؤسسات الاجتماعية الفاعلة في المجتمع و تأثيرها في الجمهور، بل إن هذه المؤسسات استعانة بهذه المواقع للتعريف بنفسها و بنشاطاتها و بالخدمات التي تقدمها.
و من خلال هذا التقديم يمكن التساؤل:
هل يمكن لمواقع التواصل الإجتماعي أن تضطلع بتجسيد الوعي التضامني النضالي إزاء القضية الفلسطينية على غرار وسائل الإعلام الأخرى؟
يقول أحمد يونس شاهين في مقال نشر له في مجلة دنيا الوطن:” الإعلام هو السلطة الرابعة وصوت من لا صوت له ومرآة الوطن والمواطن وهو أحد عوامل النصر أو الهزيمة والبناء والهدم والتقدم والـتأخر، الإعلام هو عنصر فاعل ومكون من مكونات الوعي والرأي والفهم ورادع للتمادي في ارتكاب الجرائم، الإعلام مكون أساسي من السياسة والفكر والثقافة، فإذا أصبح الإعلام مجرد ناقل للصورة فقط فمعنى هذا أنه لا يقوم بدور الارتقاء بالوعي”.
فمن خلال هذا القول يتضح لنا أن الإعلام باعتباره سلطة رابعة يقوم بعدة أدوار في تشكيل الرأي اتجاه القضايا و يقف كسد منيع ضد الانتهاكات و التجاوزات مهما كان شكلها، و مكونا للوعي السياسي و الثقافي و الفكري ، و الأهم من ذلك أنه يمثل صوت من لا صوت له ، من حيث إيصال الأفكار و الانشغالات و المظالم باستعمال مختلف الرسائل ، و بمختلف الطرق و الوسائل .
و شكّل الإعلام بالنسبة للقضية الفلسطينية ، منبرا تضامنيا نضاليا لا يستهان به في سنوات مضت خاصة الإعلام الفلسطيني و العربي ، اللّذان عملا جنبا إلى جنب على التعريف بالقضية الفلسطينية و مخاطبة العالم من خلال توضيح جرائم العدوان الإسرائيلي و تجاوزاته غير الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني ، إن هذا الدور الإعلامي التضامني النضالي ظل صامدا لفترة طويلة من الزمن ، بالرغم من موجات الإعتداء و القتل و الإعتقال التي عان منها الإعلاميين الفلسطينيين و العرب على حد سواء ، أثناء التغطية الإعلامية لجرائم و انتهاكات الجيش الإسرائيلي ، و شكّل العمل الإعلامي العربي و الفلسطيني آنذاك انتفاضة إعلامية موازية لإنتفاضة الشعب الفلسطيني على الأرض ، إلا أن هذه المساعي الإعلامية العربية و الفلسطينية لم تظهر ثمارها في الواقع بشكل كبير، و هذا راجع أساسا إلى الترسانة الإعلامية الصهيونية الضخمة المواجهة لها و ما أثارته هذه المساعي الإعلامية العربية لحفيظة الكيان الصهيوني ، و تكثيف مساعيه لشد لجام الصحوة الإعلامية النضالية العربية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني و قضيته ، يقول أحمد يونس شاهين في هذا الصدد :
“إن الاحتلال الإسرائيلي يحارب شعبنا الفلسطيني بكل الوسائل سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، ويسخر كافة قدراته الإعلامية التي يعتمد فيها على فصاحة اللغة والبحث في ثقافات الشعوب ليسهل عليه مخاطبتهم وبالتالي القدرة في التأثير وإقناع الرأي العام العالمي محارباً الرواية الفلسطينية ومن يؤازرها في الإعلام العربي بالاعتماد على وسيلة الخداع والمبادرة الأولى في سرد الرواية الإعلامية منكراً سرد الحقائق التاريخية للقضية الفلسطينية لكسب التعاطف الدولي، وبالمقابل فإن الإعلام الفلسطيني والعربي دائماً في دائرة رد الفعل وهذا أسلوب غير مؤثر في مواجهة الإعلام الإسرائيلي وإقناع الرأي العام العالمي.”
إن هذا العمل الحثيث قد تراجع بشكل ملفت في السنوات القليلة الماضية ، خاصة إبتداءا من سنة 2011 ، بعد الأحداث التي شهدتها الساحة العربية جراء الربيع العربي ، حيث تضائل معه التضامن النضالي الإعلامي العربي مع القضية الفلسطينية، بالرغم من تفاقم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، و ممارسته لشتى أشكال الإرهاب المنظم من قتل الأطفال و الشيوخ و النساء ، و عمليات الإعتقال و الأسر الجائرين و سلب الأرض و تهويد القدس ، فقد طفت بعض القضايا العربية على السطح و بشكل ملفت أدت إلى حجب و تهميش القضية الفلسطينية عن الساحة الإعلامية العربية نسبيا.
إضافة إلى ذلك يقوم الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا بمساعي حثيثة لتطبيع العلاقة مع الدول العربية و الإسلامية، وقد جعل من التطبيع الإعلامي أحد أبرز وسائله الإستراتيجية الناعمة التي يسعى من خلالها إلى إضفاء الشرعية على جرائمه، وتثبيت كيانه وبناء علاقات طبيعية مع دول المنطقة وشعوبها ، مما أثر بشكل كبير على المساندة الإعلامية للقضية الفلسطينية ، و غض الطرف عن الجرائم اليومية التي يرتكبها الإحتلال الصهيوني الغاشم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
و لا يمكن في أي حال من الأحوال نكران في هذا الصدد دور الإعلام الجزائري، في مواصلة النضال و التضامن الإعلامي مع الشعب الفلسطيني الشقيق ، و مساندته إياه في أحلك الظروف وعلى مر الأزمان ، منددا عبر مختلف منابر وسائل الإعلام الجزائرية بالعدوان الصهيوني المستمر على إخواننا الفلسطينيين ، وإعطاء أهمية إعلامية كبيرة للقضية الفلسطينية ، و التنديد بالانتهاكات العنصرية الإسرائيلية ، و تقديم المساندة الإعلامية و الدعم للشعب الفلسطيني و خير مثال على ذلك متابعة الإعلام الجزائري لقضية الأسرى ببالغ الاهتمام و الحرص ،وغيرها من القضايا التي أصبحت الشغل الشاغل للوسائل الإعلامية الجزائرية (الخاصة و العامة ) و التجاوب الكبير للرأي العام الجزائري (حكومة و شعبا) معها.
وأمام هذا التراجع الإعلامي العربي في تجسيد الوعي النضالي التضامني مع القضية الفلسطينية ، و مع بروز دور مواقع التواصل الإجتماعي كقوة مؤثرة في الجماهير، و فضاء إفتراضي عابر للحدود لا يخضع لقيود حرية التعبير و إبداء الرأي ، و لا لقيود النشر و البث ، و كذلك فضاء لتلاقي ثقافات و توجهات و معارف الجماهير من كل بقاع العالم ، مما جعله فضاءا خصبا ينبغي استثماره للتعريف بالقضية الفلسطينية ، و تبيان الأساليب الإرهابية و الوحشية التي يعتمدها العدوان الصهيوني لتخويف و ترهيب الشعب الفلسطيني.
لذلك كان لزاما اغتنام فرصة وجود هذه المواقع و استثمارها استثمارا جيدا خدمة للأهداف النضالية و التضامنية مع القضية الفلسطينية ، خصوصا إذا أخدنا بعين الإعتبار التأثير القوي لهذه المواقع و قدرتها على مخاطبة عقول و مشاعر الجماهير في آن واحد .
و يمكن في هذا الإطار تجسيد إستراتيجية نضالية و تضامنية إعلامية محكمة يكون منبعها من داخل فلسطين و من خارجها .
1- الوعي النضالي التضامني عبر مواقع التواصل الإجتماعي من داخل فلسطين :
ينبغي العمل المشترك بين كل الأطراف الفلسطينية على نقل القضية الفلسطينية إلى العالم ، و ذلك بالبحث عن السبل الكفيلة بذلك ، خاصة فيما تعلق بنقل جرائم العدوان الصهيوني على الأرض ، و كذلك مساعيه النضالية للتصدي له من خلال استثمار منصات مواقع التواصل الاجتماعي ، لنقل تقارير و مقابلات إعلامية ، و فيديوهات، تصف بطش الإرهاب الصهيوني ، و معاناة الفلسطينيين من ذلك ، كما يجب التنويع في هذه الرسائل و بكل اللغات لتصل لكل العالم ، و ذلك بالتصميم المحكم لها على شكل حملات إعلامية تضامنية نضالية في إطار مجموعات تواصلية ، بالاستعانة بخبراء تقنيين و أكاديميين لضمان نجاح هذه الرسائل في تحقيق أهدافها، كما يجب الإعتماد في ذلك على نقل الواقع المر من الأرض من خلال روايات تصف جرائم العدوان الصهيوني الغاشم و استعماله في ذلك القوة العسكرية المفرطة .
كما يجب نشر ثقافة صحافة المواطن ، بين أفراد الشعب الفلسطيني و العمل الحثيث على تجسيد مثل هذا الوعي بينهم ، لكي يصبح كل واحد منهم ناقلا إعلاميا للقضية الفلسطينية عبر مواقع التواصل الإجتماعي من خلال نشر الصور و الفيديوهات و التعليقات و غيرها.
2- الوعي النضالي التضامني عبر مواقع التواصل الإجتماعي من خارج فلسطين:
إن التضامن النضالي العربي مع الشعب الفلسطيني عبر مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن يكون ذا أهمية كبيرة من تلك المنقولة عبر وسائل الإعلام العربية في حد ذاتها ، لأنها تعتبر مساهمة كل عربي يشعر بمعاناة إخواننا الفلسطينيين مع الإرهاب الصهيوني الذي أهلك الحرث و النسل و عاث فسادا في أرض فلسطين الطاهرة المباركة .
و يمكن بذلك تقديم الكثير للقضية الفلسطينية ، إذا عملنا معا على مساندة إخواننا الفلسطينيين بنشر رسائلهم المنقولة من الداخل و التفاعل معها و مشاركتها على أوسع نطاق ، و العمل على تكوين مجموعات تواصلية لناشطين عرب عبر هذه المواقع و التكثيف من إنشائها، لتقديم الدعم المعنوي للقضية الفلسطينية ، باستعمال شتى الرسائل سواء الإعلامية و الأدبية و الثقافية و الفنية و غيرها ، لتبيان صورة العدو الصهيوني ، ومحاولة دفع العالم للتعاطف مع الشعب الفلسطيني في قضيته ، و ذلك بجعل القضية الفلسطينية ضمن أولويات القضايا التي تعرض عبر هذه المواقع ، و كذلك العمل على نقل هذه الرسائل بكل اللغات لتصل إلى أقصى البقاع و الحدود ، لكي يقف العالم أمام الجرائم الإسرائيلية.
كما يجب العمل من خلال الرسائل التضامنية النضالية المنقولة عبر هذه المواقع على تبيان العدوان الصهيوني على أنه عدوان غاصب، منتهك لكافة حقوق الإنسان ، و في نفس الوقت تبيان أن المقاومة الفلسطينية مشروعة و حق من حقوق الشعب الفلسطيني للدفاع عن الأرض و الشرف ، يجب دعمها ماديا و معنويا ، لا كما يروج لها الإعلام الإسرائيلي على أنها عمليات و تهديدات إرهابية.
3-أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها لتجسيد الوعي النضالي التضامني مع القضية الفلسطينية عبر مواقع التواصل الإجتماعي:
-العمل الحثيث في إطار نضالي تضامني منسق بين نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي الفلسطينيين من داخل فلسطين ونظرائهم العرب من خارج فلسطين لكشف الإنتهاكات الإسرائيلية العنصرية ، من خلال استعمال كل الوسائط السمعية و البصرية و المكتوبة لذلك.
– على هؤلاء النشطاء إعطاء القضية الفلسطينية أولوية الإهتمامات في أجندة القضايا المطروحة عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
– إنشاء منصات تواصلية عبر مواقع التواصل الإجتماعي بكافة اللغات لإيصال القضية الفلسطينية و ممارسات الإرهاب الصهيوني إلى كافة العالم.
– إظهار القضية الفلسطينية عبر مواقع التواصل الإجتماعي على أنها قضية أمة يجب الوقوف معها و مساندتها عربيا.
– فتح المجال عبر مواقع التواصل الإجتماعي أمام النقاد و الكتاب و المثقفون العرب بنشر مقالاتهم و كتاباتهم المناهضة للعدوان الصهيوني و ممارساته ، و نشرها و مشاركتها على أوسع نطاق .
– إنتاج برامج متخصصة وأعمال تسجيلية عبر مواقع التواصل الإجتماعي الغرض منها نشر الوعي النضالي التضامني مع القضية الفلسطينية.
– تنويع الرسائل الإعلامية المنقولة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ( الرسائل النفسية و العاطفية و السياسية و الإجتماعية ) تضامنا مع القضية الفلسطينية بغية إثارة الرأي العام العربي والعالمي ، كما يجب العمل على التكثيف من إنتاجها و نشرها و مشاركتها.
– العمل على تجسيد إستراتيجية دعائية تضامنية نضالية عبر مواقع التواصل الإجتماعي تقف الند للند أمام الحملة الدعائية الإسرائيلية و ذلك بالعمل على:
-إظهار العدوان الصهيوني بأبشع صوره على أنه محتل لا كما يروج له الإعلام الغربي و الإسرائيلي على أنه صراع بين طرفين (فلسطيني و إسرائيلي).
– إظهار المقاومة الفلسطينية على أنها مقاومة شرعية و دفاعا عن الأرض و الشرف، لا كما يروج لها الإعلام الغربي و الإسرائيلي على أنها أعمال إرهابية.
– إظهار قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على أنها قضية ظالمة و جائرة أصحابها يعتقلون دون اقتراف جريمة أو ذنب، لا كما يروج لها الإعلام الغربي و الإسرائيلي على أنهم معتدون و مجرمون.
العمل على تكوين انتفاضة إفتراضية جديدة عبر مواقع التواصل الإجتماعي موازية للإنتفاضة الفلسطينية على الأرض، يتم فيها تكثيف الرسائل الإعلامية المنقولة والهادفة ، و نشرها و مشاركتها على أوسع نطاق.
بذل كل الجهود الممكنة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتوعية الجماهير بمخاطر التطبيع ، و العمل على الوقوف أمام المحاولات التطبيعية مع الإحتلال الإسرائيلي، و التنديد بها و شجبها
4– مقاومة التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الصهيوني :
هناك محاولات حثيثة لنشر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العربية توجب علينا بذل كافة الجهود في مواجهة التطبيع عموما والإعلامي خاصة، حيث تسارعت وتيرة التطبيع الإعلامي مؤخرا عبر استضافة ناطقين باسم الاحتلال، ومشاركة بعض الإعلاميين العرب في وسائل إعلام الاحتلال.
إن هذا التطبيع الإعلامي مع الإحتلال من شأنه التلاعب بعقول الشعوب ، و تجميل الصورة الهمجية للعدوان الإسرائيلي و ممارساته الوحشية على الأرض ، إضافة إلى أنه يساهم بشكل كبير في تهميش القضية الفلسطينية و عزلها من الأجندة الإعلامية ، لذلك وجب لزوما مقاومة التطبيع الإعلامي بمختلف صوره ، و ذلك بالعمل الحثيث على تضييق الخناق عليه و تفنيده ، و مقاطعة المطبعين الداعين له و المساندين له ، و عدم تداول الرسائل الدعائية الصهيونية و لو بغرض الاستهجان و التنديد عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، و تصعيد لهجة خطاب الكراهية و التحريض ضد الاحتلال الصهيوني و محاولات التطبيع معه.
إن الجزائر حكومة و شعبا بقي موقفها جليا و صامدا اتجاه القضية الفلسطينية، فلطالما وقفة موقف المساند لإخواننا الفلسطينيين و تقديم الدعم المادي و المعنوي لهم ، و بالمقابل التنديد بتجاوزات العدوان الصهيوني على الأرض ، فما أن ظهرت بوادر التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الصهيوني إلّا وهبت وسائل الإعلام الجزائرية المختلفة (المطبوعة و السمعية و البصرية ) ، بالتنديد و الدعوة إلى مقاطعتها ، عبر تنظيم اللقاءات و الحصص الإعلامية ، و استضافت نشطاء و أكاديميين لمناقشة هذه الظاهرة المشينة التي أساءت إلى العروبة عامة و القضية خاصة إضافة إلى التنديد الكبير للتطبيع و الدعوة إلى مقاومته و مقاطعة المطبعين عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، و يظهر ذلك عبر منشورات الجزائريين و تعليقاتهم المنددة و المستهجنة للتطبيع و اعتباره انتهاكا للقضية الفلسطينية و تعديا على مبادئها وأهدافها السامية.