مقالات و دراسات

شريان واحد

وائل الزريعي

تتداول هذه الايام خريطة جديدة تعيد توصيف و تقسيم جغرافيا المنطقة على اساس عرقي، تم الترويج لهذه الخريطة على اساس انها تستثني سكان شمال افريقيا من العالم العربي، لكن عند قراءة الخريطة سنلاحظ انها لا تستثني فقط المغاربة و لكن ايضا سكان مصر و تسميهم الاقباط، سكان فلسطين و لبنان تسميهم الفينقيين ، سكان سورية السريان، سكان العراق الكلدانيين .. الى اخره. السؤال هو من اعد هذه الخريطة و في هذا التوقيت و لماذا، هناك مقولة شهيرة لوزير الخارجية البريطاني عام 1908 انه من مصلحة الدول الغربية لفرض سيادتها على منطقتنا، يجب فصل عرب المشرق عن عرب المغرب، وهو ما كان احد الدوافع التاريخية لانشاء الكيان الصهيوني، ليقوم بهذه الوظيفة، و يستنزف موارد المنطقة، هذه الخريطة الجديدة القديمة، سبقتها خرائط كخريطة سايكس بيكو، و التي لم تعجب الصهيوني برنار لويس و هو احد المنظرين، لتقسيم المنطقة ، فاعاد رسمها تحت عنوان حدود الدم، اي تفتتيت الدولة القطرية على اساس عرقي و طائفي، بما يضمن السيادة الكاملة لاسرائيل على موارد المنطقة. الان في ظل المؤمرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، يراد التشويش و خلط المفاهيم و اعادة رسم جغرافيا المنطقة في اذهان الناس، قبل تجسيدها على الارض. لقد صدق برنار لويس و هو الكذوب بان الدم هو من يرسم حدود منطقتنا، لكنه ليس الدم الذي يفرق، بل الذي يجمعنا، لان هذه الارض لها شريان واحد، من شرقها لغربها ينبض بدم التاريخ و الجغرافيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق