جريمة العدوان الصهيوني على جنين ومخيمها لم يمر بدون رد أبطال المقاومة الفلسطينية
بقلم محمد بدران
أقدمت قوات الاحتلال الصهيونية فجر يوم الخميس بتاريخ 26/01/2023 بإقتحام مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية بقوات عسكرية وشرطة وأمن، وإرتكبت مجزرة بإستعمال كافة الأسحة منها المحرمة دوليا، حيث سقط خلال هذه المواجهات تسعة شهداء وعشرات الجرحى ومن بين الشهداء سيّدة وثلاثة أشقاء هم محمد وأحمد ومنار واعتقال والدهم سامي غنيم قبل أيام من استشهادهم لرفضه تسليم أبنائه هؤلاء لقوات الاحتلال لنشاطهم في مقاومة الاحتلال، كما اقتحمت المستشفيات لملاحقة الجرحى والتنكيل بهم واعتقالهم. إنما يجري في فلسطين على أيدي هذه القوات الفاشية في ظل صمت المجتمع الدولي وضعف الموقف العربي الرسمي ودون المساءلة والمحاسبة لردع المعتدي عن جرائمه لم يعد مقبولا، إذ أن هذه المواقف تشجع العدوّ على إقتراف المزيد من الجرائم، ولم يعد يكفي عبارات الشجب والادانة وتحميل الكيان الصهيوني المسؤولية، لأنه قد تعوّد على مثل هذه المواقف منذ نشأته ولم يعيرها أي إهتمام، وقد إرتكب مجزرة تلو مجزرة دون محاسبته أو عقابه إذ لابدّ من إجراءات رادعة وحاسمة لإعادة الحق إلى نصابه، ووقف هذه المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الذي يكتب أبناؤه اليوم بدماء الشهداء والجرحى وصمود مناضليه ملحمة الصمود والتصدي وإنارة طريق التحرير والنصر لإنهاء الاحتلال وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس حيث أن هذا الشعب لا يريد سواء الأمن والاستقلال والاستقرار والحرية مثل بقية شعوب العالم.
إن الحركة الصهيونية مجبولة بالجريمة والإرهاب قبل وبعد نشوء كيانها ففي عام 1948 أقدمت على نسف مؤسسات ومحلات تجارية وفنادق في يافا وحيفا والقدس منها فندق (كينغ ديفد) الذي أدّى إلى مقتل 91 شخصا، وشعبنا لم ينسى مجازر صبرا وشاتيل والحرم الابراهيم وقبيه ونحالين ودير ياسين وقانا. إن الدم الفلسطيني الذي تدفق في جنين ومخيمها والعملية الفدائية البطولية التي نفذها الشهيد خيري علقمة وعملية سلوان اللتان أدتا إلى سقوط العشرات من الصهاينة ما بين قتيل وجريح كان ردّا على الجرائم الصهيونية كما يؤكد على حيوية وصمود هذا الشعب في مواجهة ممارسات الكيان الصهيوني العدوانية وامعانه ف نسف البيوت ونهب الأراضي وبناء المستوطنات وإعدام المواطنين وقتل الأطفال وملاحقة المناضلين وقلع الأشجار وحرق المزروعات.
إن الحركة الصهيونية تعتبر كيانها غير معني بالسلام العادل ولا بحقوق الانسان، وقد سنّ قوانين القتل والاعدام بدلا من القوانين الدولية وضمان حقوق المدنيين بل تنكّر لها، وذلك من منطق العقيدة الصهيونية التوراتية القائمة على إنكار الآخرين. إن طوفان الدم الفلسطيني قد هدم جدار الصمت العالمي في القارات الخمس وانقشعت بذلك عن أعين شعوبها الدعاية الصهيونية المضللة طيلة هذه العقود فإنطلقت جماهيرها تندد بجرائم العدو واحتلاله وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع. إن إبناء فلسطين قد سقوا ترابهم بدمائهم، وحملوا الأمانة في أعناقهم، واحتفظوا بثواتبهم الوطنية في قلبوهم وحدقات عيونهم، وحملوا أرواحهم على أكفهم وازدادوا شموخا في كل معركة ومواجهة وانتفاضة وثورة، ويرفضون أي شكل لحلّ لا يلبي طموحاتهم وإقامة دولتهم المستقلة وعودة اللاجئين إلى ديارهم. لقد إعتادت الجماهير العربية أن تسمع من الأنظمة العربية الرسمية عبارات الشجب والإدانة، فمتى تسمع منها أنها قد نفذت وأنجزت وحققت لأمتها ما تريد، لقد بلغ السيل الذبى ولم يعد مقبولا أن تبقى الأنظمة العربية مخدوعة بالوعود الأمريكية الزائفة ولا بالاتفاقيات مع الاحتلال الواهية، ولا أن تبقى جيوشها في إجازة مفتوحة وسيوفها في أغمدتها، وسلاحها الذي تآكل من الصدأ والمكبّل بقرارات سياسية منضبطة لقرار دولية محبوسة في مستودعاتها لا تدخل الخدمة إلا للاستعراضات وفي المناسبات وقمع جماهيرها التي تطالب بحقوقها المشروعة في وقت يستمر الكيان الصهيوني في تنفيذ مخططاته العدوانية وجرائمه واستباحة دماء أبناء فلسطين ونهب الاٍراضي وتدنيس وتهويد المقدسات وملاحقة المواطنين لاعتقالهم. إن الشعب الفلسطيني الذي يقف اليوم صامدا شامخا في وجه الاحتلال له حق وواجب الدعم والمساندة المتواصلة بكل الوسائل من أمتيه العربية والإسلامية حتى يحقق أهدافه وانهاء الاحتلال.