ذاكرة فلسطينشخصيات و تجارب

ذكريات العمل النقابي الفلسطيني

الاستاذ محمد بدران

الامين العام المساعد للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب

اولا : التجربة النقابية الطلابية في لبنان
منذ البدايات بدأت بذور تجربتي النقابية في الحركة التنظيمية النقابية في مدارس وكالة الغوث في لبنان، حيث كانت نكبة فلسطين ما زالت في الاذهان، فانخرطت في تشكيل اللجان الطلابية في المدارس الثانوية التي شملت معظم مخيمات لبنان، وكان رموزها الاخوين/ محمد خطاب ورضا البقاعي وابراهيم العابد، حيث شكلنا لجنة طلابية مركزية، وبدانا النشاط والتحرك الوطني للتعبير عن معاناة شعبنا ومتطلباتهم، اذ كانت اللجان الطلابية انذاك الجهة الوحيدة والنافذة دون غيره المسموح به ليتنفس شعبنا من خلالها وبالاخص مسالة الاضرابات والمظاهرات، واصدار البيانات، وكان الاخ المرحوم احمد اليماني مدير اهل مدارس وكالة الغوث في مخيم الغوث في مخيم غور في بعلبك يطلعنا على تقصير وكالة الغوث في رعايتها لامور اللاجئين وتامين القرطاسيات والمعلمين لمدارس الوكالة، ولقد تفنتحت عقولنا على القضايا الوطنية والقومية، وفي عام 1957 اشتد الحديث عن مسالة التوطين ومشروع روجز، فاصدرت رابطة الطلاب المركزية بيانا يدعو الى الاضراب في كافة المخيمات، وتوافدنا كطلاب من كافة المناطق واعتصمنا في الجامع العمري في بيروت، وانضم وساند الاعتصام وجهاء وفعاليات من المخيمات ومن ضمنهم علي سالم واحمد اليماني وتوافد لزيارة المعتصمين قيادات الاحزاب، ورجال الصحافة والوزراء والنواب اللبنانيين منهم فتح الصلح، انور الخطيب، عبد الله اليافي، عادل عسيران، وفيق الطيبي، وحسين العويني، وبشار دهان، وقد نجح الاعتصام بعد ايام من حصوله عندما تعهدت وزارة الداخلية اللبنانية للوفد الطلابي من المعتصمين اللذي التقى معها وكنت احد افراده ان تقنع وكالة الغوث على عدم تنفيذ مشروع التوطين.واثناء تولي مسؤولية الرابطة الطلابية في منطقة البقاع، ترأست لجنة تحرير لمجلة طلابية فعلية سميناها فلسطين ومضمونها اخبار نشاط الطلبة ومعاناة المخيمات، وتاريخ الثورات الفلسطينية.
ثانيا : التجربة النقابية الطلابية في القاهرة
وبعد مرحلة العمل الطلابي في لبنان، انتقلت للدراسة في جامعة القاهرة، فانتسبت الى فرع اتحاد طلبة فلسطين فرع القاهرة الكائن مقره في البناية رقم 17 بشارع جواد حسني المتفرع من شارع النيل، والتقيت في البداية مع الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب فلسطين زهير الخطيب، ولطف عنطوس، ويوسف عيسى وهم ينتمون لحزب البعث العربي الاشتراكي وذلك من خلال النشاط النقابي، وشاركت بنشاط فرع القاهرة الذي كان يتولى امانة سره غازي فخري، وفيما بعد انتقلت قيادة الاتحاد في المكتب التنفيذي وفي فرع القاهرة الى القوميين العرب، وانتخب المؤتمر العام الاخ تيسير قبعة رئيسا للاتحاد بدلا من زهير الخطيب، وقد انتخب لعضوية فرع القاهرة لدورتين في الفترة من 1963-1965 وتولى يومها امانة سر الفرع بالتداول الاخوين عنان القدومي، وموسى الحسيني، بينما تولى الاخ المرحوم فيصل الحسيني سكرتيرا عاما للفرع، وتسلمت بدوري اللجنة الاعلامية التي ضمنت في عضويتها الاخوين يعقوب عابدين وبسام السايح واصدرنا نشرة اعلامية باسم “طلائع العودة” وربطتني علاقة نقابية طلابية مع العديد من نشطاء الاتحاد العام للمشاركة في الانشطة النقابية الطلابية وملاحقة قضايا الطلاب ومنهم/ سعيد كمال، ومحمد صبح، ونبيل قمحاوي، وشريف الحسيني، وزكريا ابو سنية، والطيب عبد الرحيم، وسعيد ابو صوي، وكمال النمري، وقد حولنا الفرع الى شعلة نشاط واقمنا الندوات والمهرجانات التي دعونا لها الطلاب العرب والاجانب ورجال الاعلام وعدد من اللاجئين السياسيين العرب في القاهرة، ومنهم الاخوة/ عبد الله التل، عبد الله الريماوي، د.فاضل زيدان، صبحي ياسين، علي ابو نوار، والطيارين الذين هربوا بطائراتهم من الاردن الى مصر عام 1963 وفي القاهرة ارتبطت عضويتي بحركة القوميين العرب اضافة الى عملي النقابي في الهيئة الادارية للفرع بالاخوين/ محمود طبو وهو لبناني من بلدة المينة في طرابلس وبالاخ يحيى حداد، واثناء الانتخابات الطلابية في بداية كل عام دراسي جامعي كانت لائحة الوحدة الوطنية المرشحة للانتخابات الطلابية في بداية كل عام دراسي جامعي كانت لائحة الوحدة الوطنية المرشحة للانتخابات توكل لي وللاخ اديب عبد ربه (ياسر عبد ربه) للقيام بجولة على الطلبة للدعاية والاقبال لانتخاب تلك اللائحة. وقد توج نشاط الحركة الطلابية بدعوة من اتحاد طلبة فلسطين وبالتنسيق مع الاتحادات الطلابية العربية والدولية الى عقد ندوة طلابية عالمية في ربيع عام 1965 بقاعة المؤتمرات في جامعة القاهرة، وشكلت لجنة كنت من بينها للاعداد والاستقبال ورعاية ومتابعة المؤتمر لانجاحه وقد لبى الدعوة وفود طلابية من مختلف الاقطار والبلدان، ومنظمات دولية ورجال فكر وادب، وسياسة وقيادات نقابية وباحثين وقوى وطنية واحزاب قومية منهم احمد الشقيري رئيس م.ت.ف المهدي بن بركة، د.فاضل زيدان، اكرم ديري، عبدالله التل، علي الحيادي،المفكر البريطاني اثيل مانون، كرانجيا وزير الدفاع الهندي، ونخبة من الادباء والمفكرين والوطنيين، وناقشت الندوة على مدار اربعة ايام مواضع تتعلق بالقضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وابعاد المخططات الصهيونية والامبريالية في المنطقة العربية، والقيت عدة مداخلات وكلمات عبرت عن دعم القضية الفلسطينية وصدرت في نهاية الندوة قرارات وتوصيات لمساندة القضية الفلسطينية. وفي الختام وزعت الوفود لزيارة الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد رافقت مع الاخوة فيصل الحسيني وتيسير قبعة وهايل عبد الحميد الوفود الزائرة الى الضفة الغربية. وقد زرنا يومها مدن ومخيمات الضفة الغربية وشاهدنا الانتهاكات الصهيونية التي تقسم القرى الفلسطينية بالاسلاك الشائكة الى قسمين قسم تحت الاحتلال الصهيوني وقسم اخر تحت السيادة الاردنية.
وفي سياق مسؤوليتي الاعلامية اقترحت على الفرع تشكيل رابطة للفنانيين الفلسطينيين في القاهرة فوافقت على ذلك وشكلنا رابطة للفنانيين ترأسها المرحوم وجيه بدرخان، كما انشانا فرقة فلكلور شعبي فلسطينية من الطلاب تولى تدريبها المرحوم وحيد بدرخان، وحاولنا اخراج فيلم سينمائي عن القضية الفلسطينية ولكن لظروف مادية لم يستكمل المشروع. وقد عملت في اذاعة صوت العرب بركن فلسطين.
ثالثا : التجربة النقابية العمالية في لبنان
ان هذه الممارسة المتواضعة في الحقل النقابي الطلابي ومن خلال الانشطة واللقاءات والاجتماعات التي اكسبتني مهارات نقابية وخبرة تنظيمية وضعتها في خدمة الحركة الطلابية، جعلتني بعدها اخوض تجربة جديدة في الحقل النقابي العمالي عند عودتي الى لبنان بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية.عقد عام1968 اجتماع في مكتب م.ت.ف في بيروت بوجود ممثلين من فصائل حركة المقاومة الفلسطينية، وبعد النقاش تمت الموافقة على تشكيل هيئة ادارية لفرع اتحاد عمال فلسطين في لبنان من حركة فتح – والجبهة الشعبية- والمستقلين- اذ كان القوميون العرب الفلسطينون يتولون مسؤولية الحركة العمالية النقابية منذ عام 1962 بطريقة غير معلنة رسميا اذ كان العمل النقابي محظورا من قبل السلطة الرسمية. وشكلت الهيئة الادارية من الاخوة/ صلاح صلاح ، فوزي وهبة، محمد بدران، فايز فريحة، عبد المجيد عامر، نافذ عودة، مصطفى العبد، علي السعدي وتسلم امانة السر لاشهر ابو فادي راشد وبعده الحاج طلال، ثم تولى امانة السر بشكل متتالي الاخوين زيد وهبة وموسى جريس، ومارست في عضوية الهيئة الادارية ومن خلال الانتخابات التي كانت تجرى منذ عام 1968-1974 وتوليت مسؤولية الاعلام في الفرع، وشكلت واسست رابطة عمال فلسطين في البقاع اضافة الى مسؤوليتي في الهيئة الادارية. وقد مارست النشاط في الاطارين لملاحقة موضوع العمال وقضاياهم بالتنسيق مع النقابات اللبنانية خاصة عمال الزراعة والبناء والطرقات ومحطات المحروقات، وقد حققنا بالحوار مع اصحاب العمل كثيرا من النجاحات، واحيانا كانت هنالك اعتصامات في بعض المواقع للعمال وينتهي بالتوافق لمنح العمال حقوقهم كعمال قطف الحمضيات، والصيد في البحر والشركات ذات القطاع الخاص، وحل مشكلة اجازات العمل للعمال الفلسطينيين لدى وزارة العمل والمعقدة والتي لم تحل حتى الان ومحذور على نحو سبعين مهنة للفلسطينيين لدى وزارة العمل بها، وان كان وزير العمل طراد حمادة قد سهل لعمال فلسطين العمل في المهن المحذورة بقرار منه، ولكن هذا بحاجة الى تشريع في البرلمان والذي لم يحصل حتى الان.
رابعا : التجربة في الاتحاد العام لعمل فلسطين
عقد عام 1971 المؤتمر الرابع للاتحاد العام لعمال فلسطين في دمشق الذي شاركت في اعماله مع اخواني من فرع لبنان، وقد اعتمدنا في المجلس الاعلى للاتحاد، وقد انتخب المؤتمر بعد مناقشة جدول اعماله والاستماع الى كلمات الوفود المشاركة امانة عامة برئاسة الاخ فتحي الراغب، وصدر عن المؤتمر عدة قرارات وتوصيات تتعلق بتنظيم عمال فلسطين، والتصدي للمؤتمرات التي تحاك ضد الثورة الفلسطينية، واعتماد الكفاح المسلح اسلوبا رئيسيا لتحريرفلسطين، ولم يؤخذ المؤتمر قرار بتشكيل كتائب عمالية مسلحة اذ دار حول الموضوع حاد، وفي عام 1974 انعقد المؤتمر الخامس بدمشق بحضور 93 مندوبا وقد حضر جلسة الافتتاح الاخ الرئيس ابو عمار، وعدد من الكوادر النقابية السورية والفلسطينية والقيادات الحزبية والفصائلية الفلسطينية والفعاليات الوطنية ومنة ضمنهم القائدان النقابيان عبد الحميد حيمور مؤسس جمعية العمال العربية الفلسطينية قبل عام 1948 وهو من الاخوة السوريين الذين عاشوا في فلسطين انذاك ومن ريف دمشق، والاخ فؤاد شما من القادة النقابيين الذين عاصروا جمعية العمال العربية الفلسطينية قبل عام 1948، وبعد مناقشة المؤتمر جدول اعماله والاستماع الى كلمات الوفود المشاركة اصدر قرارات وتوصيات منها: تنشيط الفروع والاهتمام بالتثقيف العمالي، ودعم الثورة الفلسطينية بالحجم العسكري، ورفض كافة الحلول التي لا يمكن الشعب الفلسطيني من استعادة ارضه، والتاكيد، على الكفاح المسلح، والعمل على تجسيد الوحدة الوطنية، وانتخب المؤتمر امانة عامة برئاسة فتحي الراغب وعضوية الاخوة/ حيدر ابراهيم، محمد ابو الليل، محمد بدران، صبري بدر، محمود رشيد، فهمي الهندي، امناء مساعدين للاتحاد. وتوليت مسؤولية الاعلام والتثقيف، واصدرنا مجلة عمالية دورية توليت رئاسة تحريرها باسم فلسطيننا، والتي نشرت خلالها قصيدة للشاعر الفلسطيني “فتى الثورة” ابو هشام، وهي عبارة عن نقد جارح للقيادة الفلسطينية ورئيسها عنوانها “السفينة بونتي” ولم تسمى احدا بالاسم، وقد فجرت هذه القصيدة ازمة بين الاتحاد وقيادة الثورة، ووقف يومها مع العمال المرحوم خالد الحسن ابو السعيد عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” يؤازره الاخوين هايل عبد الحميد وابو اللطف، ووقف بجانب الاخ ابو عمار الاخ ابو جهاد، وصدر قرار بفصل امناء سر فرع سوريا، ولبنان، والمانيا، وبدات سلسلة من الاجتماعات مع الاخ الرئيس ابو عمار في مكتبة بدمشق دامت بشكل متقطع نحو 96 ساعة، وقد دعى المجلس الاعلى للانعقاد وكان المنوي من خلال انعقاده تغير تشكيلة الامانة العامة، وانقسم المجلس الى محورين، محور يقوده فتحي الراغب وعدد من اعضاء الامانة العامة ومعهم فتحي الناجي ومحمد الناجي ومحمد جاد الله من اتحاد عمال الاردن في المنفى للوقوف بجانب الرئيس، ومحور مع الاخ حيدر ابراهيم من ضمنه عدد اخر من اعضاء الامانة العامة، واخيرا حسم الوضع بان اعاد الاخ خالد الحسن امناء سر الفروع الذين فصلوا واجل الموضوع لانعقاد المؤتمر القادم.
واثناء عضويتي في الامانة العامة شاركت في مؤتمر منظمة العمل الدولية الذي يعقد في جنيف بسويسرا بعدة دورات، وفي المؤتمر الذي عقد في عام 1975، تشكل الوفد للمشاركة برئاسة المرحوم عبد العزيز الوجيه عضو اللجنة التنفيذية ل/ م.ت.ف وكنت من ضمن الوفد، وقد طرح موضوع قيود فلسطين عضوا مراقبا في المنظمة مجددا، اذ كان يعرض مرارا من قبل، وكان لاتحاد عمال تونس دورا في النشاط لدى الوفود للتصويت لصالح القرار من خلال القائد النقابي الحبيب عاشور، وقد صوت المؤتمر لصالح القراربالاغلبية.
وهنا وقف اعضاء المؤتمر تحية لفلسطين مصفقين لدقائق ابتهاجا بهذا النصر، وقد بكى وفدنا ووفد الاتحاد التونسي للشغل لهذا الفوز، فيما انسحبت وفود امريكا وكندا “واسرائيل” من القاعة مهددين بقطع اشتراكاتها عن المنظمة الدولية، وقد القيت كلمة مؤثرة في فريق العمال. وفي احد مؤتمرات المنظمة القيت كلمة الاتحادات العمالية العربية في الجلسة العامة تحدثت من خلالها عن اوضاع عمال فلسطين في الاراضي المحتلة ومعاناتهم على يد الكيان الصهيوني.
وقد اكتسبت مهارات نقابية اثناء مزاولتي العمل النقابي العمالي في فرع اتحاد عمال فلسطين في لبنان وازداد ترسيخا في الامانة العامة للاتحاد، وبدات نشاطي النقابي في مجال المؤتمرات واللقاءات النقابية وتلقيت نحو ثلاثين دورة نقابية في معاهد تورينو بايطاليا وصوفيا وموسكو، ودمشق، والقاهرة والجزائر، وبغداد، وموسكو، تتعلق بالتثقيف العمالي والمواضيع التي تهم الطبقة العاملة كالحوار الاجتماعي والبناء النقابي، والتشغيل والاقتصاد وغيرها.
لقد منحتني هذه التجربة النقابية، حسن التصرف والتدبير في حل القضايا العمالية والصبر والنقد حيث يكون الخطأ، والسقوط والنهوض في الانتخابات النقابية، والمثابرة والمتابعة للوصول الى النجاح والانتصار، والاضطلاع على الديمقراطية المغلفة في معظم الاتحادات النقابية العربية بالتوجيه السياسي من القيادات خدمة لاهدافها ومصالحها، ودفع الثمن اذا خالفت سياستها، وهدم حرية التعبير اذا كان هناك تقصير في سياسة النظام الرسمي، والمناداة باستقلال النقابات عن سياسة وتوجيهات السلطة، في حين معظمها تسير من قبل الاحزاب الحاكمة او الجهات الرسمية المتنفذة، وحين يحتد النقاش في موضوع موقف وطني او سياسي في احدى اللقاءات او المؤتمرات النقابية، ينبري الوفد النقابي لهذا القطر او ذاك للدفاع بشكل مستميت عن خطأ النظام وانحرافه، وفي بعض الاحيان ينسحب دون رجعة. ان العمل النقابي في المنطقة العربية في اغلبه بحاجة الى مراجعة من البناء والمناخ الديمقراطي الصحيح وحرية التعبير، والمشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي.
واسوق حادثة دفعت من اجلها الثمن، لقد دعا شاندرا السكرتير العام لمنظمة السلم العالمي الى عقد مؤتمر في باريس في ربيع عام 1975 حول الشرق الاوسط واثر النفط في السلم العالمي، وقد دعيت م.ت.ف الى هذا المؤتمر وتشكل وفدها من الاخوة/ عبد الله الحوراني رئيسا للوفد وعضوية/ عبد الله حسن “المعلمين” محمد بدران “العمال” الدكتور موسى ” الصاعقة” عربي عواد، والتأم المؤتمر بحضور وفود اجنبية وعربية ومن ضمنهم وفد حركة السلام في الكيان الصهيوني واعضاؤه توفيق طوبي، بعيل وعدد اخر، وفي جلسة الافتتاح تحدث المتحدثون ومن جملتهم بعيل الذي قال: انني افتخر بصهيونيتي وتحدث عن ديمقراطية “اسرائيل” وبعد انتهاء الجلسة ووزع المشاركون الى لجان دوائر مستديرة رفضنا الحضور وناقشنا المرحوم عبد الله حوراني حول وفد الكيان الصهيوني وما جاء في كلمة بعيل ورفضنا المشاركة في المؤتمر لان بعيل جنرال صهيوني وحاربنا في فلسطين وقتل العديد من شعبنا، وحاول حوراني في اقناعنا بالعدول عن القرار ولكن اصرينا على موقفنا وانسحبت مع عبد الله حسن ومندوب الصاعقة وقلنا للاخ عبد الله حوراني لو كنا نحن نعلم او القيادة السياسية بحضور هذا الوفد لما حضرنا، قال يا اخوان هذا الوفد حضر بعلم القيادة السياسية التي ارسلت عصام الصرطاوي الى اسبانيا حيث كان الوفد يحثه للمشاركة في هذا المؤتمر. وقد نشرت خبر انسحابنا الصحف وارسل عبد الله الحوراني برقية للقيادة السياسية حول الموضوع وقد استاءت كما يبدو من تصرفنا. وفي المؤتمر العام السادس لاتحاد عمال فلسطين الذي عقد عام 1978 استبدلت من الامانة العامة بالاخ المرحوم ابراهيم بلعوس وانتخبت مستشارا للاتحاد وفي عام 1977 ادعي اتحاد عمال فلسطين من قبل اتحاد عمال تركيا الديسك “يساري” الى اعياد الاول من ايار وقد مثلت الاتحاد، وعندما حضرت الوفود في صباح يوم الاول من مايو، واصطفت النقابات العمالية القادمة من كل انحاء تركيا وبدأ عريف المهرجان بالترحيب انهمر الرصاص من الابنية المجاورة على ساحة الطقسيم حيث المنصة والعمال مما اوقع اربعين قتيلا وسبعين جريحا، وقد عقدت ندوة صحفية ادانت هذه الجريمة ونددت بالصهيونية والامبريالية الامريكية، وقد نشرت الصحف التركية المقابلة مع الصورة.
والغريب انني زرت تركيا عدة مرات لامور نقابية ولم تسألني السلطات عما تحدثت عنه لانني حملتها المسؤولية يومها، وهذا لم يحصل لاي احد يقوم بمثل هذا التصرف في معظم الاقطار العربية، فاما ان يعتقل او يقال له انك غير مرغوب بدخول القطر. وهذا عكس ما حصل لي اثناء تمثيل اتحاد عمال فلسطين في مؤتمر نقابي لعمال العراق اذ قيل في احد الايام ولكافة الوفود المشاركة، اليوم لكم لقاء مع احدى القيادات، وفي الموعد المحدد نقلنا الى قاعة القيادة القومية لحزب البعث واذ بالرئيس صدام هو المعني باللقاء، وبعد ترحيبه وتحدثه عن دور العراق في دعم الثورات في العالم وسمع الاسئلة تحدثت قائلاً: اشكر الرئيس على ما جاء به، ولكن اسأل من الذي منعكم من دعم الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية التي كانت تقاتل لوحدها في الجنوب اللبناني في حرب 8 ايام عام 1978، ولماذا لا تشكلون جبهة شرقية انتم وسوريا باعتباركم حزب واحد، ولماذا لا تدعمون قوى في الساحة اللبنانية هي خصم للثورة الفلسطينية…الخ وقد رد على الاسئلة اكثر من ربع ساعة وقال يومها لولا دخول الجيش العراقي الى سوريا في حرب عام 1983 لكانت دمشق قد سقطت. وعند مغادرتي سحب مني جواز السفر العراقي الذي كان ممنوحا لي من خلال القيادة الفلسطينية، وقد منعت من دخول العراق.
وقد كانت تحصل خلافات بين اعضاء الامانة العامة وتتعطل الاجتماعات الدورية، وكان يتدخل الرئيس عرفات لحل الاشكالات وقد انقسمت الامانة العامة في احدى دوراتها ما بين محورين، محور يقوده فتحي الراغب الامين العام ومحور يقوده حيدر ابراهيم، وفي عام 1983 استولى المنشقون عن حركة فتح النقابيون على مقر الامانة العامة ومستودعاتها بدمشق وشكلوا امانة عامة برئاسة فتحي الراغب وعندما عقد المؤتمر السابع في تونس ادان الانشقاق وفصل الاعضاء النقابيين الذين انشقوا وكان ذلك عام 1983، واتخذت الامانة العامة من تونس مقرا لها وانتخبت مستشارا للاتحاد الى ان كان المؤتمر الثامن الذي انعقد في الجزائر عام 1988 فاعيد انتخابي امينا عاما مساعدا للاتحاد وتوليت من جديد مسؤولية الاعلام والاشراف على اصدار وتحرير المجلة العمالية “فلسطيننا” وبدأت النشاط النقابي وحضور المؤتمرات والزيارات النقابية وكانت امر زيارة واعمق اثرا زيارة الصين وكوبا وروسيا واندونيسيا والهند علما ان معظم الاتحادات في اوروبا واسيا وعدد من دول افريقيا وامريكا اللاتينية كانت لنا زيارات نقابية لها. وكانت لنا كثير من اللقاءات مع رؤساء دول وزراء عمال وقادة احزاب ومنظمات دولية. وقد كان لنا موقف مبدئي حينما شنت امريكيا وحلفاؤها حربا وحصارا على العراق، حيث شاركت دون اخواني في الامانة العامة في تسيير باخرة عراقية “بلقيس” من تونس عام 1990 تحمل نقابيين من الجزائر والمغرب والعراق وفلسطين ومواد تموينية وطبية لفك الحصار عن العراق وقد استغرقت الرحلة حتى ميناء بور سعيد نحو عشرة ايام وذلك بعد انتظارها في ميناء ليبيا، وقد عادت الباخرة من ميناء بور سعيد الى ميناء طبرق بعد ان هددت من البواخر الاجنبية والطرادات المصرية والطوافات الاجنبية واطلقت عليها النيران تحذيرا لمنع متابعة سيرها، وحاولنا تفجيرها في قناة السويس لمنع البوارج الاجنبية من مواصلات عبورها لحصار العراق ولكن لم توافق دول الوفود النقابية المشاركة في الباخرة عند اتصالها بتلك الدول. وكان لاتحاد عمال فلسطين موقفا تاريخيا من اتفاقية اعلان مبادئ السلام وعبر عن ذلك في بيان شاركت مع الاخوين فؤاد عبدالله وعلي الشهابي في صياغته بقرار من الامانة العامة برفض الاتفاقية وقد فوجئ الاتحاد يومها عام 1993 بالاعلان عن اتفاقية اوسلو للسلام ما بين م.ت.ف والكيان الصهيوني والاعتراف بحقه بالوجود، وقد دعي الرئيس ياسر عرفات الى عقد اجتماع حضرته مع عدد من الكوادر النقابية ودار نقاش حول الاتفاقية. وقد اراد الاتحاد الحر عقد لقاء نقابي مع بروكسل حضره نحو 60 قائد نقابي اوروبي وعالمي ودعي اتحاد عمال فلسطين لهذا الاجتماع الذي رتبه اسماعيل السحباني رئيس الاتحاد التونسي للشغل مع وزير والامين العام للاتحاد الحر وقد ارادو في هذ الاجتماع ان يحصل لقاء ومصالحة ما بين اتحاد عمال فلسطين والهستدروت وتقديم 20 مليون دولار للمشاريع العمالية الفلسطينية، وتوجه حيدر ابراهيم على رأس وفد لحضور الاجتماع ورفض من خلال اللقاء حينما دعي لمصافحة رئيس الهستدروت هبار فيلدو ان يأخذ المبلغ. وفي احدى الليالي ارسل الاخ ابو عمار يطلبني بعد غياب الامين العام ونائبه عن تونس، وعند حضوري لمكتبه بادرني بالقول اذهب واتصل بالنقابات الفرنسية لتأدية دورهم في مسألة محاولة الفرنسيين اعتقال د. جورج حبش اثناء توجهه لفرنسا للعلاج، عندئذ قمت مع الاخ فؤاد عبد الله ونفذنا المهمة. وبعدها في عام 1995 انتدبت لامثل اتحاد عمال فلسطين كأمين عام مساعد للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وعند انتخابي في مؤتمر العمال العرب الذي عقد في الخرطوم عام 2009 ومارست عملي في الاتحاد الدولي مسؤولا عن الاعلام ولجان العمل للمرأة والشباب. وكانت لي انشطة في مختلف المجالات والمؤتمرات النقابية رغم ان الاحداث الاخيرة في سوريا قد اضعفت النشاط اضافة الى خروج عدد من الاتحادات العربية من الاتحاد وتشكيل اتحاد مواز باسم النقابات المستقلة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق