شخصيات و تجارب

غسان ماذا تبقى لنا

د. وائل الزريعي

تتزامن الذكرى السابعة والأربعين لاستشهاد المفكر والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني، مع مشروع تصفوي جديد يستهدف القضية الفلسطينية. هو مشروع اخر يتحدى حق الشعب الفلسطيني في الوجود، لكنه مشروع يستنهض الهمم لرص الصفوف و التمسك بحبل الوحدة الوطنية.

صفقة القرن الجديدة القديمة لم تكن الاولى ولن تكون الأخيرة، في ظل التحالف بين الامبريالية والحركة الصهيونية وتواطئ الرجعية العربية. ففي تحليل غسان كنفاني لثورة 1936 و التي انتفض فيها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني و الذي كان يمثل اقوى دعائم القوى الامبريالية المتحالفة مع الحركة الصهيونية في ذلك الوقت، و التي بدآت تمهد الطريق للحركة الصهيونية في ارض فلسطين، في ظل تواطئ واضح لبذور الرجعية العربية. اندلعت الثورة نتيجة لمخاض تاريخي مر به الشعب الفلسطيني و الذي وجد نفسه في مواجهة مؤامرة دولية تستهدفه مع تدفق الهجرة اليهودية و رآس المال اليهودي و الذي اصبح يسيطر على مفاصل الاقتصاد الفلسطيني مما خلق تناقض طبقي، حتى مع البرجوازية المحلية و التي كانت تتقاطع مصالحها في بعض الأحيان مع الاحتلال البريطاني، الا ان انحياز البريطانيين السافر للحركة الصهيونية وضعها امام تحدي الوجود او الفناء، اما الأحزاب العربية التي لم تستطيع تحمل المسئوولية التاريخية فقد تجاوزها الفلاح و العامل الفلسطيني و اندلعت الثورة و لسان حالها..يا عربي يا ابن المجرودة..بيع امك و اشري بارودة و البارودة خير من امك…وقت الثورة تفرج همك. فما اشبه اليوم بالبارحة، حيث تسعى القوة الامبريالية الجديدة ممثلة في الولايات المتحدة بالتحالف مع الحركة الصهيونية والرجعية العربية للإجهاز على الشعب الفلسطيني وومساومته  بلقمة العيش و الرخاء و السلام الاقتصادي، لتضع الكل الفلسطيني امام سؤال تاريخي وهو ماذا تبقى لنا. ربما لم يعش غسان ليرى انهيار الثوابت وتكلس الأحزاب الوطنية وعدم قدرتها على الفعل والتجاوب مع نبض الشارع، الا انه كان دوما يرى بعين الثوري التي لا تعرف التشاؤم، قدرة الشعب الفلسطيني على تجاوز الجميع والدفاع عما تبقى له والا يموت قبل ان يكون ندا.  

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق