الجمعيةالمركز

مركز دراسات ارض فلسطين يشارك في فعاليات ايام الفن الملتزم بجزيرة قرقنة بتونس 

شارك مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء في فعاليات أيام الفن الملتزم التي نظمتها جمعية احباء عم خميس بجزيرة قرقنة يومي 25، 26 أغسطس 2023. بمركز الاصطياف والتخييم بالرملة، وبحضور ثلة من المناضلين من عديد المدن التونسية، (قصر هلال، وتطاوين، والشابة، وصفاقس، وسيدي بوزيد، وسوسة). وقد شملت الأنشطة أربعة جوانب تمثلت فيما يلي:
أولا: الجانب الفكري: عقد ندوة فكرية صباح 25 اغسطس 2023، بإدارة د. محمد الخبو، وتضمنت مداخلة د. سمر عبد العظيم الباحثة بمركز دراسات ارض فلسطين بعنوان” الاسطورة عند غسان كنفاني: قصة الأخضر والاحمر انموذجا”. اشارت فيها الى التوظيف الرمزي للأسطورة في قصة الأخضر والاحمر، ويتبدى ذلك من خلال ولادة بطل القصة من العين، اضافة للدلالات الرمزية التي ينضوي عليها العنوان، تلك الدلالات التي تتكشف من خلال لون البطل (الاسود) ولون قلبه (الأبيض)، الامر الذي يضعنا امام صورة العلم الفلسطيني بكل دلالاته الغنية والنضالية. كما قدم د. عابد الزريعي مدير مركز دراسات ارض فلسطين مداخلة بعنوان “دور الأدب الشعبي الفلسطيني في بناء الذاكرة الوطنية. ثورة البراق انموذجا”. وذلك ارتباطا بالذكرى الرابعة والتسعين لثورة البراق التي اندلعت في القدس بتاريخ 29 اغسطس 1929، وبعد سرد وقائع الثورة، تم تحديد اربعة مستويات للأدب الشعبي من اغاني وحكايات الذي رافقها، تتقاطع مع اربعة جوانب للذاكرة. وهي المستوى التسجيلي الذي اهتم بالذاكرة التاريخية للشعب الفلسطيني، والمستوى التصويري الذي اهتم بالذاكرة الوجدانية، والمستوى التحليلي الذي اهتم بالذاكرة السياسية، والمستوى التحريضي الذي اهتم بالذاكرة العملية. اما المداخلة الثالثة فقد قدمها السيد محمد الشابي، الكاتب العام لجمعية عم خميس ومنسق فعاليات الايام. وكانت بعنوان ” ادب الاطفال الصهيوني”. أكد خلالها على ان غسان كنفاني هو اول من لفت نظر القارئ العربي الى الادب الصهيوني، وأصدر كتابا في الموضوع، وفي سياق وضمن هذا الادب بمعناه العام يوجد ادب الاطفال الصهيوني وهو الادب الحامل للمفاهيم والأيديولوجيا الصهيونية التي يتم تلقينها عبر القصص والمسرحيات وكافة اشكال الانتاج الادبي من اجل اعداد اولئك الاطفال، ومنذ وقت مبكر للانخراط في منظومة الأيديولوجيا الصهيونية بطابعها العنصري والتوسعي الاستعماري. وقدمت د. سهير ايوب مداخلة طرحت خلالها عديد الاسئلة حول ادب المقاومة، وانتهت الى ان ادب المقاومة هو ادب الذات الجماعية، ولا يقتصر على ادب الناس الذين تغتصب وتحتل ارضهم واوطانهم فقط، بل هو ايضا ادب كل الفئات المقهورة التي تقاوم وتدافع عن قضاياها العادلة. ورأت ان ادب المقاومة بمعناه العام، ينضوي على الأيديولوجيا المباشرة وهي مسألة لا تحط منه بقدر ما تحدد سماته اللصيقة. وانطلاقا من ذلك فان ادباء المقاومة لم يهملوا الجانب الجمالي في ابداعهم كما يروج.
ثانيا: الجانب التنشيطي للأطفال: تم اقامة ورشتي عمل مخصصة للأطفال. وقد اقيمت الورشة الأولى يوم 25 اغسطس، وخصصت لقصص الاطفال، بإشراف كاتب قصص الاطفال السيد محمود الغريبي، وبمشاركة د. سمر عبد العظيم والسيد محمد الشابي، وخلال الورشة تم ادارة حوار معمق مع الاطفال حول القصص التي يقرؤونها، والجوانب التي يهتمون بها، وتم ادماجهم في عمليات ابداعية مباشرة. اما الورشة الثانية (ورشة التعبير الصوتي) فقد اقيمت يوم 26 اغسطس، تحت أشرف عليها الفنان عاد بوعلاق وتمثلت في تعليم الاطفال بعض القضايا الموسيقية ودلالات الاصوات.
ثالثا: الجانب الفني: اقيمت حفلتين موسيقيتين على مدى يومين، وقد احيت فرقة احباء الشيخ إمام بصفاقس السهرة الاولى مساء 25 اغسطس، قدمت خلاها عديد الاغاني للراحل الشيخ امام، واقامت فرقة اجراس بقيادة عادل بوعلاق يوم 26 اغسطس سهرة الاختام، قدمت خلالها عديد الاغاني الملتزمة وكذلك اغاني من التراث الشعبي الفلسطيني.
رابعا: جانب المعارض: تم اقامة معرضين فنيين تمثل الاول في عرض لوحات فنية للراحل عم خميس، بينما تمثل الثاني في معرض وثائقي لتجربة “صوت الأمل ” للإنتاج السمعي والبصري والتنمية الثقافية. وهي شركة اسسها لمناضل عبد الله بن جعفر الشرقي لنشر ودعم الفن والفنانين الملتزمين خلال سنوات الجمر في تونس. وقد تضمن المعرض الذي شكل مناسبة لالتقاء جيل من المناضلين، مختلف انتاجات الشركة من اشرطة ذلك الزمان، اضافة الى المعلقات الدعائية التوثيقية، كما تضمن المعرض وثائق الملاحقات الامنية للمؤسسين، الامر الذي يؤكد حجم الدور النضالي الذي لعبته تلك الشركة خلال تلك المرحلة القاسية. وعلى هامش المعرض تم تقديم الجزء الأول من كتاب المناضل عبد الله الشرقي بعنوان” اخترت ان اكون”. الذي نتعرف من خلاله على سيرته النضالية وما تعرض له من قمع وتنكيل ومطاردة وسجن واعتقال.
لقد جاء نجاح ايام الفن الملتزم نتيجة المبادرة والتفاعل والمشاركة الايجابية الفاعلة للسيد محمود شلغاف نائب قرقنة بالبرلمان التونسي، والسيد مصطفى الطريقي مدير مركز الاصطياف والتخييم بالرملة الذي احتضن مختلف الفعاليات، والسيدة امنة محفوظ رئيسة جمعية احباء عم خميس، الى جانب عديد المتطوعين واعضاء جمعية عم خميس. وكذلك للمواكبة الجماهيرية المكثفة، من مختلف الاعمار سواء بشكل فردي او أسري، لقد شكلت ايام الفن الملتزم لبنة تأسيسية هامة على مستويات عدة يمكن البناء عليها في المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق