يوم الارض… ماذا بقي من ارض فلسطين؟
الاستاذ محمد بدران
انتهج الكيان الصهيوني منذ نشأته عم 1948 سياسة الاستلاء على الاراضي العربية الفلسطينية بوسائل متعددة، و ترحيل السكان و تجميعهم في مساكن بعيدة عن اراضيهم، حيث صادر مئات الوف الدونمات من اراضي قرى عين ماهل و كفر كنا ورينه و المشهد و البطوف و سخنين و عرابي و دير حنا التي اعلنتها قوات الاحتلال منطق عسكرية و مغلقة يحظر على اصحابها الدخول اليها حيث كانت السبب في تفجير يوم الارض بتاريخ 30/03/1976 واتخذ العدو قرارا بمصادرة مزيد من الاراضي بهدف خنق المدن و القرى الفلسطينية و استغلال اراضيها. لقد كان مصادرة الاراضي و القهر و الظلم السبب في تفجير يوم الارض، و قد عمد الكيان الصهيوني الى تهويد منطقة الجليل ذات الكثافة السكانية العربية و التي تبلغ مساحتها مليون و نصف مليون دونم، و تنفيذا لهذا المشروع لتحويل الجليل لأكثرية يهودية صادر الاف الدونمات من الاراضي و اقام مناطق صناعية و زراعية و استقدم العائلات اليهودية بهدف تغير البنية الديمغرافية في المنطقة، وقد اقدمت سلطات الاحتلال الى مصادرة ملايين الدونمات من اراضي بدو النقب، و نقلت العائلات البدوية من اراضيهم و اسكنتهم في مجمعات سكنية، و نظرا لخطورة مصادرة الارض عقد في حيفا اجتماع بتاريخ 29/07/1975 بحضور سياسيين و رجال ثقافة و فكر من عربي فلسطين 48 للدراسة الوضع الخطير، و تقرر تشكيل لجنة لدفاع عن الارض و الدعوة لاجتماع موسع بتاريخ 15/08/1975 تلاه مؤتمر بتاريخ 18/10/1975 عقد في مدينة الناصرة شارك فيه الوف المواطنين و اتخذ قرار بإعلان اضراب اذ لم تتراجع حكومة الاحتلال عن مصادرة الاراضي، و شكلت لجنة لمتابعة الوضع، وعشية يوم 29/03/1976 حشد الجيش الصهيوني قواته لمنع الاضراب، و طوقت هذه القوات سخنين و عرابة و كفر كنا و دير حنا و عيلبون و الطيبة و مجد الكروم، وبدأت بإطلاق النار على التجمعات، وقد تفجر الوضع و خرجت الجماهير يوم 30/03/1976 الى الشوارع و انطلقت شرارة انتفاضة يوم الارض في عموم قرى الجليل و المثلث و النقب و اشتبكت الحشود مع قوات الاحتلال و سقط يومها 6 شهداء 3 من سخنين منهم الشهيدة خديجة شواهنة، و رجا ابو ريا، و خضر خلايله، و في كفر كنا سقط الشهيد محسن طه و على الارض الطيبة سقط الشهيد رأفت الزهيري من نور شمس و سقط الشهيد سليم ياسين من قرية عرابه اضافة الى عشرات الجرحى و اعتقال المئات الذين صلبوا على جذوع الشجر، و قد قصف العدو التجمعات و فرض منع التجول. ان مصادرة الاراضي لم تتوقف تحت حجج مختلفة و اصدار قوانين و اوامر عسكرية كما صادر العدو الوف الدونمات من اراضي الناصرة و تغليب التجمعات اليهودية في المناطق العربية مثل ما صادر من عشيرة ابو صلب البدوية في النقب اراضي شاسعة بدواعي الحاجة الى مناطق عسكرية و هدم بيوتهم و رحلهم لاماكن تجمعات اعدت لهم و منعهم من العودة الى بيوتهم و اراضيهم و قد سيطر الاحتلال على ملايين الدنمات من اراضي بدو النقب واقام المشاريع الزراعية عليها . ان يوم الارض مازال في ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي سلب المواطن الفلسطيني ارضه، اذ ان الفلسطينيين الذين يشكلون 22% من سكان هذا الكيان الصهيوني لا يملكون سوي 3% من الاراضي في وقت كان اليهود لا يملكون من الاراضي الفلسطينية عام 1947 سوى 6% كما صادرت قوات الاحتلال الاف الدونمات من اراضي الطيره و قلونسيه و الطيبه و بيت جن وواد سلامه لاقامة منتزهات و محميات طبيعية و استغلت قسما منها للتدريبات العسكرية و قد استولت على اراضي ام الفرج وواد عاره بمنطقة ام الفحم . و صادرت 30 الف دم لتوسيع شارع واد عاره الامر الذي ادى الى اشتباكات و مواجهات مع العدو سقط من خلالها الشهداء و الجرحي و اعتقل المئات كما عمد السلطات الاحتلال الى فصل التجمعات العربية عن بعضها البعض . و بنت مدينة كرمئيل على اراضي منطقة الشاغور و دير الاسد و البعنه . كما صادرت اراضي قرية نحف . ان الاحتلال لم يكتف بالاستلاء على الاراضي 48 بل صادر اكثر من 60% من اراضي الضفة الغربية و بنى اكثر من 200 مستوطنه و بؤرة استطانية و اقام جدار الفصل العنصري و الطرق الالتفافية .و مازال ينهب الاراضي و يشرع لضم المستوطنات لكيانه و يطوق المدن و القرى في الضفة الغربية باحزمه من المستوطنات و يجرف الاراضي و المزارع و يفرغ الاراضي من سكانها و يصادرها مثلما حدث لبدو شرق شطا و الضاهريه و الرشايده و بدو فروش بيت دجن و بدو سلواد و منع مزارعي الاغوار من استغلال اراضيهم و تدمير محاصيلهم و مضخات المياه المقامه على نهر الاردن و سرقة مخزون المياه. ان فكر الحركة الصهيونية و كيانها و تزويرهما لحقائق التاريخ و انكارهم انه ليس هناك شعب فلسطيني هو فكر و تضليل متاصل في سلوكهما اذ ان هذا الشعب الفلسطني و ارضه معمق في جذور التاريخ منذ الوف السنوات و هذا العدو و كيانهما اللذان خارجان من التاريخ و الجغرافيا و هما الدخلاء على المنطقة . ان ابتلاع المزيد من الاراضي تزداد في عهد حكومه نتنياهو و امام هذا الواقع لم يجد الشعب الفلسطيني من خيار سوى المضي في مقاومته مهما بلغت التضحيات لمواجهة قوات الاحتلال و قراراتها الظالمه. ان صمود هذا الشعب و مقاومته قد هز اعصاب قيادة هذا العدو العسكرية و السياسية و قد تحول نضال اسطورة نضل هذا الشعب الى رقم صعب لا يمكن تجاوزه و انكار حقوقه المشروعة التي اقرتها المواثيق الدولية .