المركز

جديد المركز.صدور كتاب الدليل القومي لمقاومة التطبيع وصد التموضع الصهيوني الجديد

صدرت بتونس عن دار حنين للنشر والتوزيع الطبعة الاولى لكتاب: الدليل القومي لمقاومة التطبيع وصد التموضع الصهيوني الجديد. في 365 صفحة مقاس 21/15. من تأليف الدكتور عابد الزريعي مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء.

أولا: المقدمة: لماذا الدليل.؟

يشكل التطبيع بوصفه الحلقة المستجدة في الصراع مع الكيان الصهيوني، أحد اهم التحديات التي تواجه حركة التحرر العربية؛ لما ينضوي عليه من تهديد مباشر، لثالوث التحرير، والوحدة، والخروج من التبعية، وهي الأهداف التي انتظمت من حولها وعبرها كل النضالات التي خاضتها، بمستويات مختلفة، وفي مواقع متعددة، وحسب الظروف الذاتية والموضوعية لكل فصيل من فصائلها. ويرتبط ذلك بحقيقة ان نجاح عملية غرس الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، قد وفرت أداة انتاج دائمة للظروف المانعة لتحقيق تلك الأهداف، الأمر الذي جعل من مواجهته من اجل اقتلاعه وتحرير الأرض منه هدفا رئيسا، أوكلت مهمة إنجازه بشكل أساسي ومباشر للجناح الفلسطيني في حركة التحرر العربية، بينما اخذت بقية الاجنحة على عاتقها مهمة الدعم والاسناد من اجل تحقيق ذلك الهدف. لكن التطبيع فرض قضايا جديدة تستدعي النظر فيها، وتقديم الأجوبة الشافية عليها. ذلك ان العدو وبدلا من استمرار حصاره في جغرافية محددة على طريق تصفيته واقتلاعه، تمكن من التسلل الى مواقع الاسناد عبر استراتيجية التطبيع، التي تفتح الباب لنوع جديد من تموضعه في محيط الاسناد العربي، قياسا لتموضعه الأول على الأرض الفلسطينية. لقد ترتب على الادراك العام لهذا التحدي عقد العديد من المؤتمرات والندوات، وتدبيج المقالات، وصياغة الاقتراحات والقيام بعديد الفعاليات والنشاطات لمواجهته، وهي محاولات تقدر وتثمن كونها تؤشر للخطر، وتجتهد في كيفية مواجهته. لكن وفي سياق الانخراط في تلك المواجهة برزت مجموعة من القضايا التي تستدعي التوقف أمامها والتبصر في مضامينها. ويتلخص العنوان الرئيس لتلك القضايا في الإقرار بحقيقة مفادها ان الفعل النضالي المقاوم للتطبيع، لم يرتق حتى اللحظة الى مستوى التحدي المطروح. وان هناك مسافة واسعة تفصل بين التحدي والاستجابة، التي كثيرا ما تتبدى في ردود أفعال نضالية مؤقتة على حدث تطبيعي، لا يلبث وان يتكرر ويتكرس، بينما تتلاشى ردود الفعل، وتخلي مكانها لحالة من التكيف النفسي مع ذات الحدث. وفي هذا السياق تبرز ثلاثة نزعات ينضوي كل منها على طاقة تفسيرية لوهن الاستجابة، بالقياس الى قوة التحدي، وهي:

1 ـــ النزعة التبسيطية: وتظهر في اليقينية السطحية المستعلية على الفعل النضالي، والمنشغلة في عد أيام إسرائيل المتبقية. مكتفية بالقول ان “الأنظمة هي التي تطبع والجماهير لن تطبع”. بما يترتب على ذلك من عدم إدراك للمخاطر الحقيقية للتطبيع، حتى لو كان الامر مقتصرا على تطبيع الأنظمة فقط، فالأنظمة هي التي تصنع السياسات التي يحقق التطبيع أهدافه من خلالها، غير مكترثة بالرفض الجماهيري الضميري البعيد عن الفعل والمواجهة النضالية. كما يترتب على هذه النزعة تضليل قطاعات جماهيرية هامة، ودفعها بدون وعي الى الانكفاء وعدم المشاركة في عملية التعبئة والحشد، والانزواء في موقع الانتظار لما سيأتي به القدر، وبالنتيجة اخلاء الساحة لقوى التطبيع لتزرع فيها نبتها الشيطاني.

2 ــ النزعة القُطرية: تتجلى في تركيز الذهن والفعل النضالي تجاه ما يمكن ان يحدث داخل ال قطر من اختراق تطبيعي، وقصر المقاومة في حدوده فقط. الامر الذي يعكس عدم الوعي بان قوى التطبيع تدير معركتها برؤية قومية، ولكن لأهداف غير قومية. وتعمل على اسقاط اقطار أخرى في فخ التطبيع لتأمين ذاتها من ناحية، وانسجاما مع طبيعة المشروع من ناحية ثانية. وبالنتيجة فان كل انتصار تحققه في أي موقع قطري، ليس سوى خطوة تجاه اختراق ومحاصرة مواقع قطرية أخرى. المسألة الثانية ان الاكتفاء بقطرية المقاومة وبقدر ما يحرم قوى مقاومة التطبيع من فرض ميل ميزان القوى لصالها، يسمح لقوى التطبيع بالانفراد وسحق بعض مواقع المقاومة الضعيفة لأسباب موضوعية وذاتية، وتعزيز ذاتها في تلك المواقع، ثم الالتفات لمحاصرة الدوائر القطرية المتبقية واختراقها.

3 ــ النزعة العفوية: وتتكشف في إدارة المقاومة ذاتها، بدء من الخلط بين اهداف مقاومة التطبيع، وتكتيكات تحقيقها، والقوى الموكلة بالعمل. وكذلك في غياب تصورات استراتيجية واضحة تبنى على أساسها الخطط وبرامج المقاومة. وعدم توفر الخبرة التقنية في إدارة النشاطات الجماهيرية الميدانية والافتراضية، في ظل عدم الاهتمام الكافي بتوفير الأدوات اللازمة لإدارة معركة بهذا المستوى، من مراكز رصد وتوثيق وتحليل وتخطيط وتقرير وغير ذلك. الامر الذي يقود الى هدر الجهد والوقت بدون مردود خاضع للقياس العلمي، بما يترتب عليه من ارتباك في الرؤية ودخول في دوامة الإحباط واليأس.

ثانيا: مضامين الدليل

هذا الكتاب بأبوابه الثلاثة وما انضوى تحتها من فصول ومباحث، محاولة للخروج من أسر أي من النزعات الثلاثة، وذلك بصياغة اليات المواجهة وبناء الاستراتيجيات اللازمة، والتقاط الفواصل الدقيقة بين التمنيات والاهداف وأدوات تحقيق تلك الأهداف، وغير ذلك من القضايا اللازمة والضرورية لخوض معركة بهذا التشعب والتعقيد.

الباب الأول: التطبيع ــ المبادئ والمعارف الأساسية:

الفصل الأول: مفهوم التطبيع وأهدافه ومترتباته: وقد تناول هذا الفصل تعريف التطبيع في عدة مستويات. أولا في اللغة والعلوم الإنسانية، وثانيا في علاقته بالصراع العربي الصهيوني. وثالثا من خلال تحديد البُنى الأساسية للتطبيع والمتمثلة في بنية سطحية تنضوي على مستويين هما الشكل والصيغة، وبنية عميقة تنضوي على ثلاثة مستويات تتمثل في المادة والسيطرة والوعي. ورابعا على مستوى صيرورة التطبيع وتأثيره. اما المستوى الخامس للتعريف فهو التطبيع والتموضع الصهيوني الجديد على اساس ان التراكم الكمي لأحداث التطبيع لابد ان تتحول الى كيفية جديدة تبدت في هذا التوصيف الذي يشكل عنوان اللحظة الراهنة. كما تناول تركيب علاقة التطبيع بطرفيها الاسرائيلي والعربي ونوعية العلاقة التي يمكن ان تقوم بينهما. وتراتبية الاهداف المرجو تحقيقها من قبل كل طرف من الطرفين. وافرد مبحثا خاصا لمترتبات التطبيع. وقد حددت في ستة وهي (الاضفاء والانكار والمخالفة والدعم والتعطيل والمصادرة). وتصب كلها في مصلحة الكيان الصهيوني وتنضوي على ادانة وتجريم للطرف العربي المنخرط في تلك العلاقة.

الفصل الثاني: استراتيجيات إدارة التطبيع: وهي الاستراتيجيات الثلاثة التي يعتمدها العدو في ادارة ملف التطبيع. وتتمثل في استراتيجية التفكير: وترتكز على بلورة مفهوم التطبيع اولا، واليات التغلغل ثانيا، واليات التحصين ثالثا. واستراتيجية التأثير وتعتمد على الاغراق النفسي أولا، والتغرير الفكري الذي يستند في ادارته الى رباعية الافراغ والتشكيك والالغاء والتقويض ثانيا. والحصار المعنوي الذي يعتمد على اليات التطويق والتشويه والتسخيف والشيطنة ثالثا. واستدراج النخب رابعا. واستراتيجية التمرير وتشتغل من خلال المشاركة الدؤوبة التى تدار عبر ثلاثية الحضور والتنظيم والافتعال أولا. والمثاقفة الحضارية التي تدار عبر مشروع علاء الدين، وممر ابراهام، والفالق الافريقي ثانيا. والمنافسة الرياضية ثالثا.

الفصل الثالث: صورة إسرائيل في العقل المتطبع : وقد تبدت ملامح تلك الصورة في إسرائيل في ذاتها، وفي غايتها، وفي قدرتها. وقد رد الباحث على هذه الاوهام بالحجة والبرهان.

الفصل الرابع: بوابات التطبيع: وتتمثل في بوابة الانسانيات وتفتح عبر مدخل التسوية، والمحرقة، والتسامح، والجالية. وبوابة الضرورات وتفتح عبر مدخل المشاركة، والتنمية، والاختراق، والمخاطر، والسيادة. وقد تم تفنيد الاطروحات المتعلقة بها.

الفصل الخامس: تطبيع الزيارات وشد الرحال: تم تناول وعرض كافة المبررات المتعلقة بزيارة الارض المحتلة التي تقف خلفها السلطة الفلسطينية، وهي اربعة المبرر التاريخي والديني. ومبرر الوسائل والغايات. ولرد على كافة القضايا الواردة.

الباب الثاني: مقاومة التطبيع ــ الاستراتيجيات والتكتيكات

الفصل الأول: مرتكزات مقاومة التطبيع : وقد حددت أولا في مرتكزات الوعي وهي خمسة مرتكزات تتلخص في الوعي بحقيقة العدو وضرورة مقاومته. والوعي بالبعد القومي والإنساني للمقاومة. والوعي بالبعد الإقليمي والعالمي للمقاومة. والوعي بالاستمرارية التاريخية للمقاومة. والوعي بضرورة المشاركة في المقاومة. وثانيا في مرتكزات العلاقة وهي خمسة تتمثل في العلاقة بين التطبيع الفلسطيني والعربي. والعلاقة بين التطبيع العربي والافريقي. والعلاقة بين التطبيع والتاريخ النضالي للشعوب. والعلاقة بين مقاومة التطبيع والتحرر الوطني. والعلاقة بين التطبيع وتصاعد المقاومة. وثالثا في مرتكزات الاستراتيجية وتتمثل اولا في المراحل الاساسية التي تتلخص في مرحلة التحصين والحماية، ومرحلة المجابهة والحصار، ومرحلة الهجوم والتصفية. وثانيا في منظومة الأهداف الضابطة وهي ستة (ـــ التعزيز: تعزيز وحدة القوى المقاومة للتطبيع. والتحويل: تحويل الوعي الذاتي الى وعي موضوعي. والتحصين: تحصين الجماهير الشعبية من فخاخ التطبيع. والتوعية: توعية الجماهير بحقيقة العدو وبدورها. والتنمية: تنمية قيم النضال الوطني ضد قوى الاستعمار. والمجابهة: مجابهة خطاب التطبيع وتفنيد حججه ــ التعرض: التعرض الإعلامي لمنع الالتحاق بركب التطبيع. وثالثا في الخطوات الخمسة لبناء استراتيجية فاعلة. وهي تحديد المشكلة بناء الرؤية والاهداف، وتحديد القوى الموكلةـ، وصياغة التكتيكاتــ وإعداد الخطة.

الفصل الثاني: استراتيجيات مقاومة التطبيع: وفي هذا الفصل تم تعيين اربعة استراتيجيات لمقاومة التطبيع. وهي الاستراتيجية التربوية بمؤسساتها الاسرية والتعليمية والدينية. والاستراتيجية الثقافية، والاستراتيجية القانونية والاستراتيجية الاتصالية. وتم بناء هذه الاستراتيجيات على ضوء الخطوات الخمسة المشار اليها في الفصل السابق، وهي تحديد المشكلة، وبناء الرؤية والاهداف، والموكلين بالمقاومة، والتكتيكات واعداد الخطة، وذلك ارتباطا بخصوصية ونوعية كل من تلك الاستراتيجيات. والتفاعل فيما بينها.

الفصل الثالث: تنظيم وإدارة مقاومة التطبيع: وفي هذا الفصل تم بناء تصور شامل لإدارة وتنظيم المقاومة بالاستناد اولا الى المبادئ الاساسية، وتمثلت في وضوح الهدف وتوفر التنظيم، والمنخرطين. والى الضمانات العملية وهي سبعة (لوحدة ــ الروح النضاليةــ الانضباطية العاليةــ المرونة المبدئيةــ التخطيط الذكي ــ الاستمرارية المنتظمةــ المراكمة الصبورة). وثانيا تحديد اشكال وصيغ المقاومة: وهي الشكل التفاعلي المباشر وينضوي على الاحتجاج والمقاطعة الجماهيرية والمقاومة الفكرية والمسلحة. والشكل التفاعلي غير المباشر، أي عبر وسائط التواصل التي من خلالها يمكن تحقيق عدة اهداف تتلخص في تسريع الحشد وتوسيع القاعدة وتعميق الوعي وتوفير البدائل وتسهيل البناء وتعرية الخصم.

الباب الثالث: النماذج التطبيقية ـــ المقاومة والاختراق والادارة:

الفصل الأول: نماذج الاستراتيجية التربوية: وتضمن ثمانية نماذج تطبيقية. (مقاطعة اسرية مستمرة ومثمرة ـــ حملة عربيات ضد التطبيع ـــ مقاومة التطبيع التربوي في لبنان ـــ مقاومة التطبيع التربوي في المغربـــ مقاومة رجال دين للتطبيع ـــ متابعة المناهج الدراسية العربيةـــ تخطيط العدو لاختراق عقول الشباب ــ محاولات جر الشباب الى التطبيع).

الفصل الثاني: نماذج الاستراتيجية الثقافية: وتضمن ثمانية نماذج تطبيقية. (مقاومة كاتبات عربيات للتطبيع الثقافي ــ مواجهة التطبيع الثقافي ــ مواجهة المثقفين للتطبيع الاماراتي ـــمقاومة اختراق المهرجانات السينمائية ـــ التطبيع من باب الترجمة ـــ سقوط المثقف النرجسي ـــ سقوط المثقف المنبت ـــ سقوط المثقف الواهم).

الفصل الثالث: نماذج الاستراتيجية القانونية: وهي (المقاومة القانونية في الحقل الكشفي. ــ المقاومة القانونية في النقل البحري. ــ تجربة هيئة محلية في مقاومة التطبيع. ــ مقاومة مراسيم الغاء قانون المقاطعة. ــ مواجهة اتهام B.D.S باللاسامية. ــ المحكمة الشعبية ـــ محكمة راسل. ــ مشاريع تجريم التطبيع. ــ الحملة القانونية المضادة).

الفصل الرابع: نماذج الاستراتيجية الاتصالية: وهي. (التطبيع في ظل غياب الاتصال الفعال. ــ المقابلات مع الاعلام الإسرائيلي. ــ الاعلام الاستقصائي ومقاومة التطبيع. ــ تطبيع موقع ايلاف السعودي. ــالرصد الإعلامي المضاد. ــ رصد وسائل التواصل الاجتماعي. ــ الإعلام المضاد في لحرب على غزة. ــ المحاولات الاتصالية لاختراق الوعي).

الفصل الخامس: نماذج إدارة المقاومة: وهي (المبادئ الأساسية. ــ إدارة نشاط ميداني ضد التطبيع. مراحل إدارة نشاط فكري ضد التطبيع. ــ إدارة ورشة تدريب حول التطبيع. ــ حملة الكترونية مناهضة للتطبيع. ــ استمارة تقييم نشاط ـــ الرصد والأدوات التوثيقية والمرجعية. ــ الدراسات الوصفية التحليلية)

ثالثا الخاتمة: ويبقى الدليل مفتوحا

ليس لهذا الدليل من خاتمة فهو كتاب مفتوح على ما يفرزه الواقع من احداث وقضايا تتبدى في كل يوم وكل لحظة. كتاب مفتوح على وقائع ضربات موجعة واختراقات دامية تحققها قوى التطبيع في هذا الموقع أو ذاك. كتاب مفتوح على وقائع نضال عنيد وقاسي تخوضه جماهير الأمة في هذا الموقع أو ذاك. كتاب مفتوح على كل ما يواكب هذه المواجهة من أفكار ورؤى تساهم في تطوير وتصويب كل ما طرح فيه. كتاب مفتوح كنافذة مشرعة تتهيأ لإطلاق الأغاريد في استقبال موكب نصر قادم.

منقول عن بوابة الهدف الاخبارية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق