القضية الفلسطينية: نحو تربية نضالية تضامنيّة
خلال اعمال الندوة الفكرية، آليات العمل التضامـنـي النضالي مع الشّعب الفلسطيني في ظلّ صفقة القرن: المهام والأشكال، قدم الاستاذ ممدوح عزاالدين، رئيس وحدة الدّراسات التربوية بمركز مسارات للدّراسات الفلسفية والإنسانيات ورقة علمية بعنوان القضية الفلسطينية نحو تربية نضالية تضامنية
تهتم مباحث الورقة العلمية بثلاثة محاور أساسية وهي القضية الفلسطينية والتربية والتضامن في علاقتها بالمنظومة التربويّة التونسية منذ 1956، قصد فهم مدى حضور القصية الفلسطينية في البرامج التربوية الرسمية التونسية من جهة وقدرتها على بناء ناشئة قادرة على التضامن النضالي مع القضايا الوطنية والعربية العادلة وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.
انطلاقا من هذه الإشكالية تناولت المداخلة الإستراتيجيات المعلنة من الخطاب التربوي التونسي الرسمي منذ الاستقلال سنة 1956 القائمة على التأكيد على بناء الشخصية التونسية المستقلّة والحداثية متصالحة مع نفسها ومتجذّرة في هويتها العربية والإسلامية ومناصرة لقضاياها العادلة وفي مقدّمتها القضية الفلسطينيّة. هذا الخطاب المعلن الذي دأب عليه الخطاب التربوي التونسي الرسمي منذ الاستقلال مرورا بنظام بن علي إلى اليوم لم يكن إلا دعاية سياسية لأنّه لم ينعكس فعليّا على مضامين البرامج التربوية سواء على المستوى التعليم الأساسي أو الثانوي بدليل أنّ القضية الفلسطينية شبه غائبة في مواد كان يرجى أن تحتوي عليها على غرار مادّة التاريخ والجغرافيا والتفكير الإسلامـي والتربية المدنيّة، وما وجد من نصوص مبعثرة من هنا وهناك في مادّة اللّغة العربيةّ فإنّها منفصلة عن سياقها التاريخي والمعرفي المتمثّل في الاحتلال، وأدب المقاومة الفلسطينية والعربية الحديثة والمعاصرة. أو أنّها لا تقدّم إلا صورة مبتورة ومشوّهة عن القضية الفلسطينية تشرّع للتطبيع وتقنّن للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخيّة.
مما يعني أنّ المنظومة التربوية التونسية الحالية في حاجة إلى إصلاح جذري شامل حتى تستجيب للرّهانات الوطنية غير المنفصلة عن المتغيّرات الإقليمية والدّوليّة على الساحة العربية والدّوليّة من خلال التكثيف من حضور قضايا الأمّة العادلة في برامج المدرسة التونسية وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، من أجل منظومة تربويّة مقاومة لكلّ أشكال الظلم والاستغلال ومتضامنة مع قضيتها الأولى القضية الفلسطينية.